نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 456
تنزلوا على حكمه أو
نناجزكم ، فانصرف العبّاس راجعاً يركض إلى الحسين عليهالسلام
يخبره الخبر ، ووقف أصحابه يعظون القوم ويكفّونهم عن قتال الحسين عليهالسلام ، وجاء العبّاس وأخبره بما قال القوم ،
فقال : «ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غد وتدفعهم عنّا العشيّة فافعل ، لعلّنا
نصلّي لربنّا الليلة وندعوه ونستغفره ».
ومضى العبّاس ورجع ومعه رسول من قبل عمر
بن سعد يقول : إنّا قد أجّلناكم إلى غد وانصرف.
ــ فجمع الحسين عليهالسلام أصحابه عند قرب المساء ، قال عليّ بن
الحسين زين العابدين عليهماالسلام
: «فدنوت لأسمع ما يقول لهم وأنا إذ ذاك مريض فسمعت أبي عليهالسلام يقول لأصحابه :
اُثني على الله أحسن الثناء ، وأحمده
على السرّاء والضرّاء ، اللهم إنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة ، وعلّمتنا
القران ، وفقّهتنا في الدين [١].
أمّا بعد : فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى
ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي
خير الجزاء ، ألا وإنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلّ ، ليس عليكم منّي ذمام
، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً.
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبدالله بن
جعفر : ولم نفعل ذلك ، لنبقى بعدك؟! لا أرانا اللهّ ذلك أبداً ، بدأهم بهذا القول
العبّاس بن عليّ فأتبعه الجماعة عليه وتكلّموا بمثله المحرم.
فقال الحسين عليهالسلام : يا بني عقيل ، حسبكم من القتل بمسلم
فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم.
[١] في الارشاد
زيادة : وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة فاجعلنا من الشاكرين.
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 456