نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 454
ومددهم لقتاله أنفذ
إلى عمر بن سعد : «أنّي اُريد لقاءك » فاجتمعا فتناجيا طويلاً.
ثمّ رجع عمر إلى مكانه وكتب إلى
عبيدالله بن زياد : أمّا بعد : فإنّ الله تعالى قد أطفأ النائرة ، وجمع الكلمة ، وأصلح
أمر الاُمّة ، هذا حسين أعطاني عهداً أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى أو أن يسير
إلى ثغر من الثغور فيكون رجلاً من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أن ياتي
أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه ، وفي هذا لك رضا
وللاُمّة صلاح.
فلما قرأ عبيدالله الكتاب قال : هذا
كتاب ناصح مشفق على قومه.
فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال : أتقبل
هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك؟! والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك
ليكوننّ أولى بالقوّة ولتكوننّ أولى بالضعف ، فلا تعطه هذه المنزلة ، ولكن لينزل
على حكمك هو وأصحابه ، فإن عاقبت فانت أولى بالعقوبة ، وإن عفوت كان ذلك لك.
فقال ابن زياد : نعم ما رأيت ، الرأي
رأيك اُخرج بهذا الكتاب إليّ عمر بن سعد فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على
حكمي ، فإن أبوا فليقاتلهم ، فإن أبى أن يقاتلهم فانت أمير الجيش واضرب عنقه وأنفذ
إلي برأسه.
وكتب إلى عمر : إنّي لم أبعثك إلى
الحسين لتكفّ عنه ، ولا لتطاوله ، ولا لتمنّيه السلامة ، ولا لتعتذر له ، ولا
لتكون له عندي شافعاً ، انظر فإن نزل الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم
إليّ سلماً ، وإن أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم فإنهم لذلك مستحقّون ، فإن
قتلت الحسين فاوطن الخيل صدره وظهره ، فإنّه عاق ظلوم !! ولست أرى أن هذا يضرّ بعد
الموت شيئاً ولكن على قول قد قلته : لو قد قتلته لفعلت هذا به ،
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 454