نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 439
بلغهم إِقبال الحسين
عليهالسلام ، فهم
ينتظرون قدومه ، فظنّوا أنّه الحسين عليهالسلام
، فكان لا يمرّ على ملأ من الناس إلاّ سلّموا عليه وقالوا : مرحبا يا ابن رسول
الله قدمت خير مقدم ، فرأى من تباشرهم بالحسين عليهالسلام
ما ساءه ، فقال مسلم بن عمرو لمّا أكثروا : تأخّروا ، هذا الأمير عبيدالله بن زياد
، وسار حتّى وافى قصر الأمارة فأغلق النعمان بن بشير عليه حتّى علم أنّه عبيدالله
ففتح له الباب [١].
فلمّا أصلح نادى في الناس الصلاة جامعة
، فاجتمع الناس فخطب وقال :
أمّا بعد : فإنّ أمير المؤمنين ولاّني
مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم ، وإعطاء محرومكم ، والإحسان إلى سامعكم
ومطيعكم كالوالد البرّ ، وسوطي وسيفي على من ترك أمري وخالف عهدي ، فليُبقِ امرؤٌ
على نفسه (الصدق ينبىء عنك لا الوعيد)[٢].
ثمّ نزل وأخذ الناس أخذاً شديداً.
ولمّا سمع مسلم بن عقيل بمجيء ابن زياد
إلى الكوفة ومقالته التي قالها خرج من دار المختار حتّى انتهى إلى دار هانئ بن
عروة ، وأقبلت الشيعة تختلف إليه سرّاً.
ونزل شريك بن الأعور دار هانئ بن عروة
أيضاً ، ومرض فاُخبر بأن عبيدالله بن زياد يأتيه يعوده ، فقال لمسلم بن عقيل : اُدخل
هذا البيت ، فإذا دخل هذا اللعين وتمكّن جالساً فاخرج إليه واضربه ضربة بالسيف
تأتي
[١] ارشاد المفيد ٢
: ٤٢ ، روضة الواعظين : ١٧٣ ، ونحوه في مقتل الحسين للخوارزمي : ١٩٨ ، وتهذيب
التهذيب ٢ : ٣٠٢.
[٢] قال الجوهري في
الصحاح (٦ : ٢٥٠٠) : في المثل «الصدق ينبىء عنك لا الوعيد» : أيأن الصدق يدفع عنك
الغائلة في الحرب دون التهديد.
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 439