نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 388
سفيان بن الحارث
ممسك بسرجه عند ثفر[١]
بغلته ، وأميرالمؤمنين عليهالسلام
بين يديه بالسيف ، ونوفل بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وعبدالله ابن الزبير بن
عبد المطّلب ، وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله.
ولما رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هزيمة القوم عنه قال للعبّاس وكان
جهورياً صيّتاً : «ناد في القوم وذكّرهم العهد» فنادى العبّاس بأعلى صوته : يا أهل
بيعة الشجرة ، يا أصحاب سورة البقرة إلى أين تفرّون؟! اذكروا العهد الذي عاهدكم
عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فلم يسمعها أحدٌ إلاّ رمى بنفسه الأرض ،
وانحدروا حتّى لحقوا بالعدوّ ، وأقبل رجل من هوازن على جمل له أحمر ، بيده راية
سوداء وهويرتجز :
أنا أبو جَرولَ لابَراح
حتّى نُبيحَ القومَ أونُباح
فصمد له أميرالمؤمنين فضرب عجز بعيره
فصرعه ، ثمّ ضربه فقطّره [٢]
وكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول ولمّا قتله وضع المسلمون سيوفهم فيهم وأمير
المؤمنين عليهالسلام يقدمهم حتّى
قتل أربعين رجلاً من القوم ، ثمّ كانت الهزيمة والأسر حينئذ[٣].
ولمّا قسّم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم غنائم حنين أقبل رجلٌ طوال أدم ، بين
عينيه أثر السجود فسلّم ولم يخصّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ثمّ قال : قد رأيتك وما صنعت في هذه الغنائم.
فقال : «وكيف رأيت؟» قال : لم أرك عدلت !!
[١] الثفَر : السير
في مؤخرة السرج. «القاموس المحيط ١ : ٣٨٣»
[٢] قطّره : ألقاه
على أحد جانبيه.«الصحاح - قطر- ٢ : ٧٩٦»