نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 349
فلمّا سمع بذلك أميرالمؤمنين بكى حتّى
اخضلّت لحيته من الدموع وقال : « الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكوراً ، الحمد لله
الذي لم أك عنده منسيّاً ] ثمّ دعا الناس وقال : «اسمعوا ما يقوله أخوكم المسلم»[[١] فسمع الناس مقال له وشكروا الله على
ذلك ، وساروا والراهب بين يديه حتى لقي أهل الشام ، فكان الراهب في جملة من استشهد
معه ، فتولّى الصلاة عليه ودفنه وأكثر من الاستغفار له ، وكان إذا ذكره يقول : «ذاك
مولاي »[٢].
وفي هذا الخبر ضروب من الأيات : أحدها :
علم الغيب [٣].
والآخر : القوّة الخارقة للعادة.
والثالث : ثبوت البشارة به في كتب الله
الاُولى كما جاء في التنزيل : « ذلِكَ
مَثَلُهُم فِي التّوَراة وَمَثَلُهُم فِي الإنجِيلِ
» [٤].
وفي ذلك يقول السيّد إسماعيل بن محمد
الحميري :
[١] ولَقَد سرى فِي يُسَيِّر ُلَيلة
بَعد العِشاءِ بِكَربَلا فِي مَوكِبِ
[٢] حَتّى أتى مُتَبَتِّلاً في قائِم
ألقى قَواعِدَهُ بقاعٍ مجدبِ
[٣] يأتِيهِ لَيسَ بِحَيثُ يَلفيَ عامراً
غَيرَ الوُحُوش وَغَيرَ أصلَعَ أشيَبِ
[٤] َفدَنا فَصاحَ بِهِ فَاشرفَ ماثلاً
كَالنَّسرِ فوقَ شظيّةٍ مِن مَرقَبِ
[١] ما بين
المعقوفين لم يرد في نسخنا وأثبتناه من الارشاد ليستقيم السياق.
[٢] ارشاد المفيد ١
: ٣٣٤ كشف الغمة ١ : ٢٧٩ وباختلاف يسير في خصائص الرضي : ٥٠ ، ووقعة صفين : ١٤٤ ، وشرح
نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ : ٢٠٤ ، مختصراً في فضائل ابن شاذان : ١٠٤ ، والخرائج
والجرائح ١ : ٢٢٢ | ٦٧ ، ونحوه في أمالي الصدوق : ١٥٥ | ١٤.
[٣] لقد أفرد علماء
الطائفة ومفكروها جملة واسعة من الابحاث والدراسات المبينة لابعاد هذا العلم تراجع
في مظانها.