نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 347
وهذا الذي ذكرناه ـ من جملة إخباره
بالغائبات وإعلامه بالكائنات قبلكونها ـ غيض من فيض ، ويسير من كثير ، ولو لم تكن
إلاّ خطبته القاصة ، وخطبة البصرة المستفيضة الشائعة ، وما فيها من الملاحم
والحوادث في العباد والبلاد ، وأسامي ملوك بني اُميّة وبني العباس ، وما حلّ من
عظائم بليّاتهم بالناس لكفى بهما اُعجوبة لا يعادلها سواها إلاّ ما ساواها في
معناها ، وفيما ذكرناه كفاية ومقنع لذوي الألباب.
فصل :
وأمّا الفن الآخر من المعجزات والايات
الخارقة للعادات التي هي غير الإخبار بالغائبات فمما لا يدخل تحت الضبط والانحصار
، ونحن نذكر طرفاً منها على شريطة الاختصار :
فمن
ذلك : قصة عين راحوما والراهب بأرض كربلاء
والصخرة ، والخبر بذلك مشهور بين الخاصّ والعامّ ، وحديثها :
أنّه عليهالسلام
لمّا توجّه إلى صفّين لحق أصحابه عطش ، فأخذوا يميناً وشمالاً يطلبون الماء فلم
يجدوه ، فعدل بهم أمير المؤمنين عن الجادّة ، وسار قليلاً ، فلاح لهم دير فسار بهم
نحوه ، وأمر من نادى ساكنه بالإطّلاع إليهم ، فنادوه فاطّلع ، فقال له أمير
المؤمنين عليهالسلام : «هل قرب
قائمك ماء؟» فقال : هيهات ، بينكم وبين الماء فرسخان ، وما بالقرب منّي شيء من
الماء. فلوى عليهالسلام عنق بغلته
نحو القبلة وأشار بهم إلى مكان يقرب من الدير فقال : «اكشفوا الأرض في هذا المكان»
فكشفوه بالمساحي فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ههنا صخرة
لا تعمل فيها المساحي ، فقال عليهالسلام
: ، «إنّ هذه الصخرة على الماء ، فاجتهدوا في
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 347