نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 343
فقال له أميرالمؤمنين ذات يوم : «إنّك
تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة ، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً
فتخضّب لحيتك ، فانتظر ذلك الخضاب ، وتصلب على باب دار عمرو بن حريث ، أنت عاشر
عشرة ، أنت اقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة».
وأراه النخلة التي يصلب على جذعها ، وكان
ميثم يأتيها فيصلّي عندها ويقول : بوركت من نخلة لك خلقت ولي غذّيت ، ولم يزل
يتعاهدها حتى قطعت ، وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إنّي مجاورك فأحسن جواري.
وهو لا يعلم ما يريد.
وحجّ في السنة التي قتل فيها ، فدخل على
اُمّ سلمة فقالت : من أنت؟ قال : أنا ميثم. قالت : والله لربّما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوصي بك عليّاً في جوف الليل ، فسألها
عن الحسين عليهالسلام فقالت : هو
في حائط له ، قال : فأخبريه إني قد أحببت السلام عليه ، ونحن ملتقون عند ربّ
العالمين إن شاء الله تعالى. فدعت بطيب وطيّبت لحيته وقالت له : أما إنّها تخضب
بدم.
فقدم الكوفة فاخذه عبيداللهّ بن زياد
لعنه الله وقال له : ما أخبر كصاحبك أنّي فاعل بك؟ قال : أخبرني أنّك تصلبني عاشر
عشرة أنا أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة ، قال : لنخالفنّه ، قال : كيف تخالفه و
فوالله ما أخبرني إلاّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
عن جبرئيل عليهالسلام عن اللهّ
عزّ تعالى ، فكيف تخالف هؤلاء؟! ولقد عرفت الموضع الذي اُصلب عليه أين هو من
الكوفة ، وأنا أوّل خلق الله ألجم في الإسلام.
فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد ، فقال
ميثم للمختار : إنّك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين فتقتل هذا الذي يقتلنا.