نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 341
فدفعنا إلى الصفوف ، فوجدنا الرايات
والأثقال كما هي ، قال : فأخذ بقفاي ودفعني ثم قال : «يا أخا الأزد ، أتبيّن لك
الأمر؟» فقلت : أجليا أمير المؤمنين ، قال : « فشأنّك بعدوّك » فقتلت رجلاً ، ثمّ
قتلت آخراَ ، ثمّ اختلفت أنا ورجل آخر أضربه ويضربني فوقعنا جميعاً ، فاحتملني
أصحابي ، فأفقت حين أفقت وقد فرغ القوم[١].
فكان كما قال عليهالسلام.
وأمّا إخباره عليهالسلام بما يكون بعد وفاته من الحوادث
والملاحم والوقائع ، وما ينزل بشيعته من الفجائع ، وما يحدث من الفتن في دولة بني
اُميّة والدولة العبّاسيّة وغيرها فأكثر من أن تحصى :
فمن
ذلك : قوله عليهالسلام
لأهل الكوفة : «أما إنّه سيظهر عليكم بعدي رجلٌ رحب البلعوم ، مندحق[٢] البطن ، يأكل ما يجد ، ويطلب ما لا يجد
، فاقتلوه ولن تقتلوه ، ألا وإنّه سيأمركم بسبّي والبراءة منّي ، فأمّا السبّ
فسبّوني فإنّه لي زكاة ولكم نجاة ، وأمّا البراءة فلا تتبرّؤوا منّي ، فإنّي ولدت
على الفطرة وسبقت إلى الإسلام والهجرة»[٣].
فكان كما قال عليهالسلام.
ومن
ذلك : أنّه لمّا اخذ مروان بن الحكم أسيراً
يوم الجمل فتكلّم فيه الحسن والحسين عليهماالسلام
فخلّى سبيله فقالا له : «يبايعك يا أمير المؤمنين» فقال : «ألم يبايعني بعد قتل
عثمان ، لا حاجة لي في بيعته ،
[١] ارشاد المفيد ١
: ٣١٧ ، كشف الغمة ١ : ٢٧٧ ، ونحوه في الكافي ١ : ٢ |٢٨٠ ، وشرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد ٢ : ٢١٧ ، وكنز العمال ١١ : ٢٨٩.
[٢] قال ابن الأثير
في نهايته (٢ : ١٠٥ ) : وفي حديث علي [ عليهالسلام
] «سيظهر بعدي عليكم رجل مندحق البطن» أي واسعها ، كأن جوانبها قد بعد بعضها من
بعض فاتسعت.