نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 337
وهذا الباب يشتمل على فنّين من الايات
الدلالات ، أحدهما ما يختصرّ بالإِخبار عن الغائبات ، والفنّ الاخر : غيرها من
المعجزات الخارقة للعادات.
فأما الفن الأول : وهو إخباره بالغائبات
والكائنات قبل كونها ، فيوافق الخبر المخبر عنه ، فإنه أحد معجزات المسيح عليهالسلام الدالة على ثبوته كما نطق به التنزيل
من قوله : (وَاُنَبِّئُكُم بما
تأكلون وما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُم)[١] وكان ذلك من
آيات نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً مثل ،
ما جاء في القرآن من قوله تعالى : (لَتَدخُلنَّ
المَسجدَ الحَرامَ اِن شاءَ الله امِنِينَمُحَلّقِينَ رُؤُسكُم وَمُقَصِّرِينَ لأ
تَخافُون)[٢] وَقوله
تعالى في يوم بدر قبل الواقعة : (سَيُهزَمُ
الجَمعُ وَيُوَلًّونَ الدُّبُر)[٣] وقوله تعالى في غلبة فارس الروم : (الم غلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدنَى الأرض وَهُم
مِن بَعدِ غَلَبهِم سَيَغلِبُونَ )[٤] فيأمثال لذلك (لا نطوّل به ) [٥].
فكان جميع ذلك على ما قال.
وما كان من هذا الفنّ منقولاً عن أمير
المؤمنين عليهالسلام فهو أكثر من
أن يحصى ولا يمكن إنكاره ، إذ ظهر للخلق اشتهاره ، فلا يخفى على العامّ والخاصّ ما
حفظ عنه عليهالسلام من الملاحم
والحوادث في خطبه وكلامه وحديثه بالكائنات قبل كونها :
فمنه
: قوله قبل قتاله الفرق الثلاثة بعد بيعته : «اُمرت بقتال الناكثين