نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 262
وقام إليه رجلٌ من بني عديّ وقال : يا
رسول الله أتخرجنّ إلى منى ورؤسنا تقطر من الماء[١] فقال عليهالسلام
: «إنّك لن تؤمن بها حتّى تموت».
فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم فقال :
يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد؟
قال : «لا ، بل لأبد الأبد».
فأحلّ الناس أجمعون ، إلاّ من كان معه
هدي.
وخطب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الناس يوم النفرمن منى فودّعهم ، ولمّا قضى رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم نسكه وقفل إلى المدينة ، وانتهى
إلى الموضع المعروف بغدير خمّ ، وليس بموضع يصلح للنزول لعدم الماء
فيه والمرعى ، نزل عليه جبرئيل عليهالسلام
، وأمره أن يقيم عليّاً وينصبه إماماً للناس ، فقال : «ربّ إنّ اُمّتي حديثو عهد
بالجاهليّة» فنزل عليه : أنّها عزيمة لا رخصة فيها ، فنزلت الآية : (يا اَيُّها
الرَّسُولُ بَلَّغ ما اُنزِلَ اِليك مِن رَبَّك وَاِن لَم تَفعل فَما بَلَّغتَ
رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعصمُك مِنَ النَّاسِ)[٢].
فنزل رسول الله بالمكان الذي ذكرناه ، ونزل
المسلمون حوله ، وكان يوماً شديد الحر ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بدوحات هناك فقمّ ما تحتها ، وأمر بجمع
الرحال في ذلك المكان ووضع بعضها على بعض ، ثمّ أمر مناديه فنادى بالناس الصلاة
جامعة ، فاجتمعوا إليه ، وإنّ أكثرهم ليلفٌ رداءه على قدميه من شدّة الرّمضاء ، فصعد
صلىاللهعليهوآلهوسلم على تلك
الرحال حتّى صار في ذروتها ، ودعا عليّاً عليهالسلام
فرقى معه حتّى قام عن