قالوا : ثمّ ركب رسول الله وأتبعه الناس
يقولون : يا رسول الله أقسم علينا فيئنا ، حتّى ألجؤوه إلى شجرة فانتزع عنه رداءه
فقال : «أيّها الناس ردّوا عليّ ردائي ، فوالذي نفسي بيده لو كان عندي عدد شجرتها
نعماً لقسمته عليكم ، ثمّ ما ألفيتموني بخيلاً ولا جباناً».
ثمّ قام إلى جنب بعير وأخذ من سنامه
وبرة فجعلها بين إصبعيه فقال : «يا أيّها الناس والله مالي من فيئكم هذه الوبرة
إلاّ الخُمس والخُمس مردود عليكم ، فأدّوا الخياط والمخيط ، فإنّ الغلول عارٌ
ونارٌ وشنارٌ على أهله يوم القيامة».
فجاءه رجلٌ من الأنصار بكبّة من خيوط
شعر ، فقال : يا رسول الله أخذت هذه لأخيط بها برذعة بعير لي.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أمّا حقّي منها فلك».
فقال الرجل : أمّا إذا بلغ الأمر هذا
فلا حاجة لي بها ، ورمى بها من يده[٢].
ثمّ خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الجعرانة في ذي القعدة إلى مكّة
فقضى بها عمرته ، ثمّ صدر إلى المدينة وخليفته على أهل مكّة معاذ بن جبل [٣].
[١] صحيح البخاري ٤
: ٢٤٣ ، وكذا في : صحيح مسلم ٢ : ٧٤٤ | ١٤٨ ، مسند أحمد ٣ : ٥٦ و ٦٥ ، دلائل النبوة
للبيهقي ٥ : ١٨٧.