نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 155
وبلغ الأوس والخزرج خروج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلبسوا السّلاح وأقبلوا يعدون حول
ناقته ، لا يمرّ بحيّ من أحياء للأنصار إلاّ وثبوا في وجهه وأخذوا بزمام ناقته
وتطلّبوا إليه أن ينزل عليهم ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : «خلّوا سبيلها فإنّها مأمورة» حتّى مرّ ببني سالم.
وكان خروج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من قبا يوم الجمعة ، فوافى بني سالم
عند زوال الشمس فتعرضت له بنو سالم فقالوا : يا رسول الله هلم إلى الجدّ والجلد
والحلفة والمنعة.
فبركت ناقته عند مسجدهم ، وقد كانوا
بنوا مسجداً قبل قدوم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فنزل عليه وآله السلام في مسجدهم وصلّى بهم الظهر وخطبهم ، وكان أوّل مسجد صلّى
فيه الجمعة ، وصلّى إلى بيت المقدس ، وكان الذين صلّوا معه في ذلك الوقت مائة رجل.
ثمّ ركب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ناقته وأرخى زمامها ، فانتهى إلى
عبدالله بن اُبيّ ، فوقف عليه وهو يقدّر أنّه يعرض عليه النزول عنده ، فقال له
عبدالله بن اُبيّ ــ بعد أن ثارت الغبرة وأخذ كمّه ووضعه على أنفه ــ : يا هذا
اذهب إلى الذين غرّوك وخدعوك وأتوا بك فانزل عليهم ولا تغشنا في ديارنا. فسلّط
الله على دور بني الحبلى الذرّ [١]
فخرق دورهم فصاروا نزالاً على غيرهم ، وكان جدّ عبدالله بن اُبّي يقال له : ابن
الحبلى.
فقام سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله
لا يعرض في قلبك من قول هذا شيء ، فإنّا كنّا اجتمعنا على أن نملّكه علينا وهو يرى
الآن أنّك قد سلبته أمراً قد كان أشرف عليه ، فانزل عليّ يا رسول الله ، فإنّه ليس
في الخزرج ولافي الأوس أكثر فم بئر منّي ، ونحن أهل الجلد والعزّ ، فلا تجزنا يا
رسول الله.
[١] الذر : جمع ذرة
، وهي أصغر النمل. «الصحاح ٢ : ٦٦٣».
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 155