responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 9  صفحه : 13
تهييج والهاب للتصميم على معاصاتهم اي دم على ما أنت عليه من عدم طاعتهم وتصلب في ذلك أو نهى عن مداهنتهم ومداراتهم باظهار خلاف ما في ضميره صلى الله عليه وسلم استجلابا لقلوبهم لا عن طاعتهم كما ينبئ عنه قوله تعالى «ودوا لو تدهن» فإنه تعليل للنهي أو الانتهاء وانما عبر عنها بالطاعة للمبالغة في الزجر والتنفير اي أحبوا لو تلاينهم وتسامحهم في بعض الأمور «فيدهنون» اي فهم يدهنون حينئذ أو فهم الان يدهنون طمعا في إدهانك وقيل هو معطوف على تدهن داخل في حيز لو والمعنى ودوا لو يدهنون عقيب إدهانك ويأباه ما سيأتي من بدئهم بالادهان على إدهانهم امر محقق لا يناسب ادخاله تحت التمني وأيا ما كان فالمعتبر في جانبهم حقيقة الادهان الذي هو اظهار الملاينة واضمار خلافها وأما في جانبه صلى الله عليه وسلم فالمعتبر بالنسبة إلى ودادتهم هو اظهار الملاينة فقط واما اضمار خلافها فليس في حيز الاعتبار بل هم في غاية الكراهة له وانما اعتباره بالنسبة اليه صلى الله عليه وسلم وفي بعض المصاحف فيدهنوا على أنه جواب التمني المفهوم من ودوا أو ان ما بعده حكاية لودادتهم وقيل على انه عطف على تدهن بناء على ان لو بمنزلة ان الناصبة فلا يكون لها جواب وينسبك منها ومما بعدها مصدر يقع مفعولا لو دوا كأنه قيل ودوا ان تدهن فيدهنوا وقيل لو على حقيقتها وجوابها محذوف وكذا مفعول ودوا اي ودوا إدهانك لو تدهن فيدهنون لسروا بذلك «ولا تطع كل حلاف» كثير الحلف في الحق والباطل تقديم هذا الوصف على سائر الأوصاف الزاجرة عن الطاعة لكونه ادخل في الزجر «مهين» حقير الرأي والتدبير «هماز» عياب طعان «مشاء بنميم» مضرب نقال للحديث من قوم إلى قوم على وجه السعاية والافساد بينهم فان النميم والنميمة السعاية «مناع للخير» اي بخيل أو مناع للناس من الخير الذي هو الايمان والطاعة والانفاق «معتد» متجاوز في الظلم «أثيم» كثير الآثام «عتل» جاف غليظ من عتله إذا قاده بعنف وغلظة «بعد ذلك» بعد ما عد من مثالبه «زنيم» دعي مأخوذ من الزنمة وهي الهنة من جلد الماعزة تقطع فتخلى متدلية في حلقها وفي قوله تعالى بعد ذلك دلالة على ان دعوته أشد معايبة وأقبح قبائحه قيل هو الوليد بن المغيرة فإنه كان دعيا في قريش وليس من سنخهم ادعاه المغيرة بعد ثماني عشرة من مولده وقيل هو الأخنس بن شريق أصله من ثقيف وعداده في زهرة

نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 9  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست