responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 7  صفحه : 227
عن هيئته فأتى أمينة لطلب الخاتم فأنكرته وطردته فعرف ان الخطيئة قد أدركته فكان يدور على البيوت يتكفف وإذا قال انا سليمان حثوا عليه التراب وسبوه ثم عمد إلى السماكين ينقل لهم السمك فيعطونه كل يوم سمكتين فمكث على ذلك أربعين صباحا عدد ما عبد الوثن في بيته فأنكر آصف وعظماء بني إسرائيل حكم الشيطان ثم طار اللعين وقذف الخاتم في البحر فابتلعته سمكة فوقعت في يد سليمان فبقر بطنها فإذا هو بالخاتم فتختم به وخر ساجدا وعاد اليه ملكه وجاب صخرة لصخر فجعله فيها وسد عليه بأخرى ثم أوثقهما بالحديد والرصاص وقذفه في البحر وعلى هذا فالجسد عبارة عن صخر سمي به وهو جسم لا روح فيه لأنه تمثل بما لم يكن كذلك والخطيئة تغافله عليه الصلاة والسلام عن حال أهله لان اتخاذ التماثيل لم يكن محظورا حينئذ وسجود الصورة بغير علم منه لا يضره «قال» بدل من أناب وتفسير له «رب اغفر لي» أي ما صدر عني من الزلة «وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي» لا يتسهل له ولا يكون ليكون معجزة لي مناسبة لحالي فإنه عليه الصلاة والسلام لما نشأ في بيت الملك والنبوة وورثهما معا استدعى من ربه معجزة جامعة لحكمهما أولا ينبغي لاحد ان يسلبه مني بعد هذه السلبة أولا يصح لاحد من بعدي لعظمته كقولك لفلان ما ليس لاحد من الفضل والمال على إرادة وصف الملك بالعظمة لا ان لا يعطى أحد مثله فيكون منافسة وقيل كان ملكا عظيما فخاف ان يعطى مثله أحد فلا يحافظ على حدود الله تعالى وتقديم الاستغفار على الاستيهاب لمزيد اهتمامه بأمر الدين جريا على سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين وكون ذلك ادخل في الإجابة وقرئ لي بفتح الياء « إنك أنت الوهاب» تعليل للدعاء بالمغفرة والهبة معا لا بالأخيرة فقط فإن المغفرة أيضا من احكام وصف الوهابية قطعا «فسخرنا له الريح» أي فذللناها لطاعته إجابة لدعوته فعاد امره عليه الصلاة والسلام إلى ما كان عليه قبل الفتنة وقرئ الرياح «تجري بأمره» بيان لتسخيرها له «رخاء» أي لينة من الرخاوة طيبة لا تزعزع وقيل طيعة لا تمتنع عليه كالمأمور المنقاد «حيث أصاب» أي حيث قصد وأراد حكى الأصمعي عن العرب أصاب الصواب فأخطأ الجواب «والشياطين» عطف على الريح «كل بناء وغواص» بدل من الشياطين «وآخرين مقرنين في الأصفاد» عطف على كل بناء داخل في حكم البدل كأنه عليه الصلاة والسلام فصل الشياطين إلى عملة استعملهم في الاعمال الشاقة من البناء والغوص ونحو ذلك والى مردة قرن بعضهم مع بعض في السلاسل لكفهم عن الشر والفساد ولعل أجسامهم شفافة فلا ترى صلبة فيمكن تقييدها ويقدرون على

نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 7  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست