responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان في تفسير القران) نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 1  صفحه : 267
عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون [76] أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون و ما يعلنون [77] و منهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني و إن هم إلا يظنون [78])
وقوله تعالى: (و إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا...) الآية: المعنى: وهم أيضا، إذا لقوا يفعلون هذا، فكيف يطمع في إيمانهم، ويحتمل أن يكون هذا الكلام مستأنفا، فيه كشف سرائرهم، ورد في التفسير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخلن علينا قصبة [1] المدينة إلا مؤمن "، فقال كعب بن الأشرف وأشباهه: أذهبوا وتحسسوا وفي أخبار من آمن بمحمد، وقولوا لهم: آمنا، واكفروا إذا رجعتم، فنزلت هذه الآية، وقال ابن عباس: نزلت في المنافقين من اليهود [2]، وروي عنه أيضا أنها نزلت في قوم من اليهود، قالوا لبعض المؤمنين: نحن نؤمن أنه نبي، ولكن ليس إلينا، وإنما هو إليكم خاصة، فلما خلوا، قال بعضهم: لم تقرون بنبوءته [3]، وقال أبو العالية وقتادة: أن بعض اليهود تكلم بما في التوراة من صفة النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم كفرة الأحبار: (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم) أي: عرفكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم [4].
و (يحاجوكم): من الحجة، و (عند ربكم): معناه: في الآخرة.
وقول تعالى: (أفلا تعقلون): قيل: هو من قول الأحبار للأتباع، وقيل: هو خطاب من الله تعالى للمؤمنين، أي: أفلا تعقلون أن بني إسرائيل لا يؤمنون، وهم بهذه الأحوال.
و (أميون) هنا: عبارة عن عامة اليهود، وجهلتهم، أي: أنهم لا يطمع في إيمانهم لما غمرهم من الضلال، والأمي في اللغة: الذي لا يكتب ولا يقرأ في كتاب، نسب إلى الأم، إما لأنه بحال أمه من عدم الكتب، لا بحال أبيه، إذ النساء ليس من شغلهن الكتب، قاله الطبري، وإما لأنه بحال ولدته أمه فيها، لم ينتقل عنها.
و (الكتاب): التوراة.


[1] قصبة البلد: مدينته، و قيل: معظمه، و القصبة: جوف الحصن، يبنى فيه بناء هو أوسطه، و القصبة:
القرية. و قصبة القرية: وسطها.
ينظر: " لسان العرب " (3641).
[2] أخرجه الطبري (1 / 413) برقم (1339)، و ذكره السيوطي في " الدر " (1 / 157)، و عزاه لابن جرير.
و ذكره ابن عطية الأندلسي في " التفسير " (1 / 168).
[3] ذكره ابن عطية الأندلسي في " تفسيره " (1 / 168).
[4] ذكره السيوطي في " الدر " (1 / 158)، و عزاه لعبد بن حميد.


نام کتاب : تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان في تفسير القران) نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست