responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 603
قال البخاري حدثنا محمد بن سلام حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى " يا صباحاه " فاجتمعت إليه قريش فقال " أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني؟ - قالوا نعم قال - فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب ألهذا جمعتنا؟ تبا لك فأنزل الله " تبت يدا أبي لهب وتب " إلى آخرها. وفي رواية فقام ينفض يديه وهو يقول تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله " تبت يدا أبي لهب وتب " الأول دعاء عليه والثاني خبر عنه فأبو لهب هذا هو أحد أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزي بن عبد المطلب وكنيته أبو عتيبة وإنما سمى أبا لهب لاشراق وجهه وكان كثير الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم والبغضة له والازدراء به والتنقص له ولدينه.
قال الإمام أحمد حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال أخبرني رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهليا فأسلم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول " يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " والناس مجتمعون عليه ووراءه رجل وضئ الوجه أحول ذو غديرتين يقول إنه صابئ كاذب يتبعه حيث ذهب فسألت عنه فقالوا هذا عمه أبو لهب ثم رواه عن شريح عن ابن أبي الزناد عن أبيه فذكره قال أبو الزناد قلت لربيعة كنت يومئذ صغيرا؟ قال لا والله إني يومئذ لاعقل أني أزفر القربة تفرد به أحمد. وقال محمد بن إسحاق حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال سمعت ربيعة بن عباد الديلي يقول إني لمع أبي رجل شاب أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع القبائل ووراءه رجل أحول وضئ الوجه ذو جمة يقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبيلة فيقول " يا بني فلان إني رسول الله إليكم آمركم أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به " وإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه يا بني فلان هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة فلا تسمعوا له ولا تتبعوه فقلت لأبي من هذا؟ قال عمه أبو لهب رواه أحمد أيضا والطبراني بهذا اللفظ فقوله تعالى " تبت يدا أبي لهب " أي خسر وخاب وضل عمله وسعيه " وتب " أي وقد تب تحقق خسارته وهلاكه. وقوله تعالى (ما أغنى عنه ماله وما كسب) قال ابن عباس وغيره " وما كسب " يعني ولده وروي عن عائشة ومجاهد وعطاء والحسن وابن سيرين مثله وذكر عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قومه إلى الايمان قال أبو لهب إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفتدي نفسي يوم القيامة من العذاب بمالي وولدي فأنزل الله تعالى " ما أغنى عنه ماله وما كسب ". وقوله تعالى (سيصلى نارا ذات لهب) أي ذات شرر ولهب وإحراق شديد (وامرأته حمالة الحطب) وكانت زوجته من سادات نساء قريش وهي أم جميل واسمها أروى بنت حرب بن أمية وهى أخت أبي سفيان وكانت عونا لزوجها على كفره وجحوده وعناده فلهذا تكون يوم القيامة عونا عليه في عذابه في نار جهنم ولهذا قال تعالى " حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد " قال مجاهد وعروة من مسد النار وعن مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والثوري والسدي " حمالة الحطب " كانت تمشي بالنميمة واختاره ابن جرير. وقال العوفي عن ابن عباس وعطية الجدلي والضحاك وابن زيد كانت تضع الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن جرير كانت تعير النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر وكانت تحتطب فعيرت بذلك كذا حكاه ولم يعزه إلى أحد والصحيح الأول والله أعلم قال سعيد بن المسيب كانت لها قلادة فاخرة فقالت لأنفقنها في عداوة محمد يعني فأعقبها الله منها حبلا في جيدها من مسد النار: وقال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن سليم مولى الشعبي عن الشعبي قال المسد الليف وقال عروة بن الزبير: المسد سلسلة ذرعها سبعون ذراعا وعن الثوري هو قلادة من نار طولها سبعون ذراعا وقال الجوهري المسد الليف والمسد أيضا حبل من ليف أو خوص وقد يكون من جلود الإبل أو أوبارها ومسدت الحبل أمسده مسدا إذا أجدت فتله.
وقال مجاهد " في جيدها حبل من مسد " أي طوق من حديد ألا ترى أن العرب يسمون البكرة مسدا؟ وقال ابن

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 603
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست