responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 592
متعلقة بما قبلها كما صرح بذلك محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم لان المعنى عندهما حبسنا عن مكة الفيل وأهلكنا أهله لايلاف قريش أي لاتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين. وقيل المراد بذلك ما كانوا يألفونه من الرحلة في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف إلى الشام في المتاجر وغير ذلك ثم يرجعون إلى بلدهم آمنين في أسفارهم لعظمتهم عند الناس لكونهم سكان حرم الله فمن عرفهم احترمهم بل من صوفي إليهم وسار معهم أمن بهم وهذا حالهم في أسفارهم ورحلتهم في شتائهم وصيفهم وأما في حال إقامتهم في البلد فكما قال الله تعالى " أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم " ولهذا قال تعالى " لايلاف قريش إيلافهم " بدل من الأول ومفسر له ولهذا قال تعالى " إيلافهم رحلة الشتاء والصيف " قال ابن جرير: الصواب أن اللام لام التعجب كأنه يقول اعجبوا لايلاف قريش ونعمتي عليهم في ذلك قال وذلك لاجماع المسلمين على أنهما سورتان منفصلتان مستقلتان. ثم أرشدهم إلى شكر هذه النعمة العظيمة فقال " فليعبدوا رب هذا البيت " أي فليوحدوه بالعبادة كما جعل لهم حرما آمنا وبيتا محرما كما قال تعالى " قل إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شئ وأمرت أن أكون من المسلمين " وقوله تعالى (الذي أطعمهم من جوع) أي هو رب البيت وهو الذي أطعمهم من جوع " وآمنهم من خوف " أي تفضل عليهم بالأمن والرخص فليفردوه بالعبادة وحده لا شريك له ولا يعبدوا من دونه صنما ولا ندا ولا وثنا ولهذا من استجاب لهذا الامر جمع الله له بين أمن الدنيا وأمن الآخرة ومن عصاه سلبهما منه كما قال تعالى " ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون ". وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا عبد الله بن عمرو الغزي حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ليث عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ويل لكم قريش لإيلاف قريش " ثم قال حدثنا أبي حدثنا المؤمل بن الفضل الحراني حدثنا عيسى يعني ابن يونس عن عبد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب عن أسامة بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لايلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف " ويحكم يا معشر قريش اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف " هكذا رأيته عن أسامة بن زيد وصوابه عن أسماء بنت يزيد بن السكن أم سلمة الأنصارية رضي الله عنها فلعله وقع غلط في النسخة أو في أصل الرواية والله أعلم. آخر تفسير سورة لايلاف قريش ولله الحمد والمنة.
سورة الماعون
بسم الله الرحمن الرحيم
أرأيت الذي يكذب بالدين (1) فذلك الذي يدع اليتيم (2) ولا يحض على طعام المسكين (3) فويل
للمصلين (4) الذين هم عن صلاتهم ساهون (5) الذين هم يرآؤون (6) ويمنعون الماعون (7)
يقول تعالى أرأيت يا محمد الذي يكذب بالدين وهو المعاد والجزاء والثواب (فذلك الذي يدع اليتيم) أي هو
الذي يقهر اليتيم ويظلمه حقه ولا يطعمه ولا يحسن إليه (ولا يحض على طعام المسكين) كما قال تعالى
(كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين) يعني الفقير الذي لا شئ له يقوم بأوده وكفايته.
ثم قال تعالى " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال ابن عباس وغيره يعني المنافقين الذين
يصلون في العلانية ولا يصلون في السر ولهذا قال " للمصلين " الذي هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها ثم هم


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 592
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست