responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 569
في الأمم الماضين كما هي في أمتنا.
قال الإمام أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل سماك الحنفي حدثني مالك بن مرثد بن عبد الله حدثني مرثد قال سأل أبا ذر قلت كيف سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر؟ قال أنا كنت أسأل الناس عنها قلت يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان هي أو في غيره؟ قال " بل هي في رمضان " قلت تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبضوا رفعت أم هي إلى يوم القيامة؟ قال " بل هي إلى يوم القيامة " قلت في أي رمضان هي قال " التمسوها في العشر الأول والعشر الاخر " ثم حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث ثم اهتبلت غفلته قلت في أي العشرين هي؟ قال " ابتغوها في العشر الأواخر لا تسألني عن شئ بعدها " ثم حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اهتبلت غفلته فقلت يا رسول الله أقسمت عليك بحقي عليك لما أخبرتني في أي العشر هي؟ فغضب علي غضبا لم يغضب مثله منذ صحبته وقال " التمسوها في السبع الأواخر لا تسألني عن شئ بعدها " ورواه النسائي عن الفلاس عن يحيى بن سعيد القطان به ففيه دلالة على ما ذكرناه وفيه أنها تكون باقية إلى يوم القيامة في كل سنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لا كما زعمه بعض طوائف الشيعة من رفعها بالكلية على ما فهموه من الحديث الذي سنورده بعد من قوله عليه السلام " فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم " لان المراد رفع علم وقتها عينا. وفيه دلالة وعلى أن ليلة القدر يختص وقوعها بشهر رمضان من بين سائر الشهور لا كما روى عن ابن مسعود ومن تابعه من علماء أهل الكوفة من أنها توجد في جميع السنة وترتجى في جميع الشهور على السواء.
وقد ترجم أبو داود في سننه على هذا فقال " باب بيان أن ليلة القدر في كل رمضان " حدثنا حميد بن زنجويه النسائي أخبرنا سعيد وابن أبي مريم حدثنا محمد بن أبي جعفر بن أبي كثير حدثني موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسمع عن ليلة القدر فقال " هي في كل رمضان " وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا داود قال رواه شعبة وسفيان عن أبي إسحاق فأوقفاه وقد حكي عن أبي حنيفة رحمه الله رواية أنها ترتجى في كل شهر رمضان وهو وجه حكاه الغزالي واستغربه الرافعي جدا.
" فصل " ثم قد قيل إنها تكون في أول ليلة من شهر رمضان يحكى هذا عن أبي رزين وقيل إنها تقع ليلة سبع عشرة وروى فيه أبو داود حديثا مرفوعا عن ابن مسعود وروي موقوفا عليه وعلى زيد بن أرقم وعثمان بن أبي العاص وهو قول عن محمد بن إدريس الشافعي ويحكى عن الحسن البصري وجهوه بأنها ليلة بدر وكانت ليلة جمعة هي السابعة عشر من شهر رمضان وفي صبيحتها كانت وقعة بدر وهو اليوم الذي قال الله تعالى فيه " يوم الفرقان " وقيل ليلة تسع عشرة يحكى عن علي وابن مسعود أيضا رضي الله عنهما. وقيل ليلة إحدى وعشرين لحديث أبي سعيد الخدري قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأول من رمضان واعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال الذي تطلب أمامك ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا صبيحة عشرين من رمضان فقال " من كان اعتكف معي فليرجع فإني رأيت ليلة القدر وإني أنسيتها وإنها في العشر الأواخر وفي وتر وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء " وكان سقف المسجد جريدا من النخل وما نرى في السماء شيئا فجاءت قزعة فمطرنا فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديق رؤياه وفي لفظ من صبح إحدى وعشرين أخرجاه في الصحيحين قال الشافعي وهذا الحديث أصح الروايات وقيل ليلة ثلاث وعشرين لحديث عبد الله بن أنيس في صحيح مسلم وهو قريب السياق من رواية أبي سعيد فالله أعلم. وقيل ليلة أربع وعشرين. قال أبو داود الطيالسي حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ليلة القدر أربع وعشرين " إسناد رجاله ثقات.


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست