responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 529
على حاله وردوا عليه الذي كان عليه ففعلوا. وقد قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا رحمه الله حدثنا أبو بلال الأشعري حدثنا إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب حدثني بعض أهل العلم أن أبا موسى لما افتتح أصبهان وجد حائطا من حيطان المدينة قد سقط فبناه فسقط ثم بناه فسقط فقيل له إن تحته رجلا صالحا فحفر الأساس فوجد فيه رجلا قائما معه سيف فيه مكتوب أنا الحارث بن مضاض نقمت على أصحاب الأخدود فاستخرجه أبو موسى وبنى الحائط فثبت " قلت " هو الحارث بن مضاض بن عمرو بن مضاض بن عمرو الجرهمي أحد ملوك جرهم الذين ولوا أمر الكعبة بعد ولد ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم وولد الحارث هذا هو عمرو بن الحارث بن مضاض هو آخر ملوك جرهم بمكة لما أخرجتهم خزاعة وأجلوهم إلى اليمن وهو القائل في شعره الذي قال ابن هشام إنه أول شعر قالته العرب:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر بلى نحن كنا أهلها فأبادنا * صروف الليالي والجدود العواثر وهذا يقتضي أن هذه القصة كانت قديما بعد زمان إسماعيل عليه السلام بقرب من خمسمائة سنة أو نحوها وما ذكره ابن إسحاق يقتضي أن قصتهم كانت في زمان الفترة التي بين عيسى ومحمد عليهما من الله السلام وهو أشبه والله أعلم وقد يحتمل أن ذلك قد وقع في العالم كثيرا كما قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو اليمان أخبرنا صفوان عن عبد الرحمن بن جبير قال كانت الأخدود في اليمن زمان تبع وفي القسطنطينية زمان قسطنطين حين صرف النصارى قبلتهم عن دين المسيح والتوحيد فاتخذوا أتونا وألقي فيه النصارى الذين كانوا على دين المسيح والتوحيد وفي العراق في أرض بابل بختنصر الذي صنع الصنم وأمر الناس أن يسجدوا له فامتنع دانيال وصاحباه عزريا وميشائيل فأوقد لهم أتونا وألقى فيه الحطب والنار ثم ألقاهما فيه فجعلها الله تعالى عليهما بردا وسلاما وأنقذهما منها وألقى فيها الذين بغوا عليه وهم تسعة رهط فأكلتهم النار وقال أسباط عن السدي في قوله تعالى " قتل أصحاب الأخدود " قال كانت الأخدود ثلاثة: خد بالعراق وخد بالشام وخد باليمن. رواه ابن أبي حاتم وعن مقاتل قال كانت الأخدود ثلاثة: واحدة بنجران باليمن والاخرى بالشام والاخر بفارس حرقوا بالنار أما التي بالشام فهو انطنايوس الرومي وأما التي بفارس فهو بختنصر وأما التي بأرض العرب فهو يوسف ذو نواس فأما التي بفارس والشام فلم ينزل الله تعالى فيهم قرآنا وأنزل في التي كانت بنجران وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع هو ابن أنس في قوله تعالى " قتل أصحاب الأخدود " قال سمعنا أنهم كانوا قوما في زمان الفترة فلما رأوا ما وقع في الناس من الفتنة والشر وصاروا أحزابا كل حزب بما لديهم فرحون اعتزلوا إلى قرية سكنوها وأقاموا على عبادة الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فكان هذا أمرهم حتى سمع بهم جبار من الجبارين وحدث حديثهم فأرسل إليهم فأمرهم أن يعبدوا الأوثان التي اتخذوا وأنهم أبوا عليه كلهم وقالوا لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له فقال لهم إن لم تعبدوا هذه الآلهة التي عبدت فإني قاتلكم فأبوا عليه فخد أخدودا من نار وقال لهم الجبار وقفهم عليها اختاروا هذه أو الذي نحن فيه فقالوا هذه أحب إلينا وفيهم نساء وذرية ففزعت الذرية فقالوا لهم أي آباؤهم لا نار من بعد اليوم فوقعوا فيها فقبضت أرواحهم من قبل أن يمسهم حرها وخرجت النار من مكانها فأحاطت بالجبارين فأحرقهم الله بها ففي ذلك أنزل الله عز وجل " قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شئ شهيد " ورواه ابن جرير حدثت عن عمار عن عبد الله بن أبي جعفر به نحوه. وقوله تعالى (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) أي حرقوا قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن أبزى

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 529
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست