responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 464
إلى ابن مسعود فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة. فقال هذا كهذ الشعر لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين في ركعة وقوله تعالى (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)
قال الحسن وقتادة أي العمل به وقيل ثقيل وقت نزوله من عظمته كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فكادت ترض فخذي.
وقال الإمام أحمد حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هل تحس بالوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض " تفرد به أحمد. وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي؟ فقال " أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي رجلا فيكلمني فأعي ما يقول " قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي صلى الله عليه وسلم في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وجبينه ليتفصد عرقا هذا لفظه. وقال الإمام أحمد حدثنا سليمان بن داود أخبرنا عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاثشة رضي الله عنها قالت: إن كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته فتضرب بجرانها وقال ابن جرير حدثنا ابن عبد الاعلى حدثنا ابن ثور عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن تحرك حتى يسرى عنه وهذا مرسل الجران هو باطن العنق واختار ابن جرير أنه ثقيل من الوجهين معا كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كما ثقل في الدنيا ثقل يوم القيامة في الموازين.
وقوله تعالى (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا) قال أبو إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نشأ قام بالحبشية وقال عمر وابن عباس وابن الزبير الليل كله ناشئة وكذا قال مجاهد وغير واحد يقال نشأ: إذا قام من الليل وفي رواية عن مجاهد بعد العشاء وكذا قال أبو مجلز وقتادة وسالم وأبو حازم ومحمد بن المنكدر والغرض أن ناشئة الليل هي ساعاته وأوقاته وكل ساعة منه تسمى ناشئة وهي الآنات والمقصود أن قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب واللسان وأجمع على التلاوة ولهذا قال تعالى " هي أشد وطأ وأقوم قيلا " أي أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهمها من قيام النهار لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات وأوقات المعاش. وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش أن أنس بن مالك قرأ هذه الآية " إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا " فقال له رجل إنما نقرؤها " وأقوم قيلا " فقال له إن أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد. ولهذا قال تعالى (إن لك في النهار سبحا طويلا) قال ابن عباس وعكرمة وعطاء بن أبي مسلم الفراغ والنوم وقال أبو العالية ومجاهد وأبو مالك والضحاك والحسن وقتادة والربيع بن أنس وسفيان الثوري فراغا طويلا وقال قتادة فراغا وبغية ومتقلبا وقال السدي " سبحا طويلا " تطوعا كثيرا وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى " إن لك في النهار سبحا طويلا " قال لحوائجك فأفرغ لدينك الليل قال وهذا حين كانت صلاة الليل فريضة ثم إن الله تبارك وتعالى من على عباده فخففها ووضعها وقرأ " قم الليل إلا قليلا " إلى آخر الآية ثم قال " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه - حتى بلغ - فاقرءوا ما تيسر منه " وقال تعالى " ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربى مقاما محمودا " وهذا الذي قاله كما قاله.
والدليل عليه ما رواه الإمام أحمد في مسنده حيث قال حدثنا يحيى حدثنا سعيد هو ابن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعيد بن هشام أنه طلق امرأته ثم ارتحل إلى المدينة ليبيع عقارا له بها ويجعله في الكراع والسلاح ثم يجاهد الروم حتى يموت فلقي رهطا من قومه فحدثوه أن رهطا من قومه ستة أرادوا ذلك على عهد

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست