responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 393
كان يوم والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب وقد صلى الجمعة فدخل رجل فقال إن دحية بن خليفة قد قدم بتجارة يعني فانفضوا ولم يبق معه إلا نفر يسير وقوله تعالى " قل ما عند الله " أي الذي عند الله من الثواب في الدار الآخرة " خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين " أي لمن توكل عليه وطلب الرزق في وقته. آخر تفسير سورة الجمعة ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.
سورة المنافقون
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين
لكاذبون (1) اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون (2) ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا
فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون (3) * وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم
كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون (4)
يقول تعالى مخبرا عن المنافقين أنهم إنما يتفوهون بالاسلام إذا جاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فأما في باطن الامر فليسوا كذلك
بل على الضد من ذلك ولهذا قال تعالى " إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله " أي إذا حضروا عندك
واجهوك بذلك وأظهروا لك ذلك وليس كما يقولون ولهذا اعترض بجملة مخبرة أنه رسول الله فقال " والله
يعلم إنك لرسوله ". ثم قال تعالى " والله يشهد إن المنافقين لكاذبون " أي فيما أخبروا به وإن كان مطابقا
للخارج لانهم لم يكونوا يعتقدوا صحة ما يقولون ولا صدقه ولهذا كذبهم بالنسبة إلى اعتقادهم. وقوله تعالى
" اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله " أي اتقوا الناس بالايمان الكاذبة والحلفان الآثمة ليصدقوا فيما
يقولون فاغتر بهم من لا يعرف جلية أمرهم فاعتقدوا أنهم مسلمون فربما اقتدى بهم فيما يفعلون وصدقهم فيما
يقولون وهم من شأنهم أنهم كانوا في الباطن لا يألون الاسلام وأهله خبالا فحصل بهذا القدر ضرر كبير على
كثير من الناس ولهذا قال تعالى " فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون " ولهذا كان الضحاك بن
مزاحم يقرؤها " اتخذوا إيمانهم جنة " أي تصديقهم الظاهر جنة أي تقية يتقون به القتل والجمهور يقرؤها
" أيمانهم " جمع يمين وقوله تعالى " ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون " أي إنما قدر
عليهم النفاق لرجوعهم عن الايمان إلى الكفران واستبدالهم الضلالة بالهدى " فطبع على قلوبهم فهم لا
يفقهون " أي فلا يصل إلى قلوبهم هدى ولا يخلص إليها خير فلا تعي ولا تهتدي.
وقوله تعالى " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم " أي وكانوا أشكالا حسنة وذوي فصاحة
وألسنة وإذا سمعهم السامع يصغي إلى قولهم لبلاغتهم وهم مع ذلك في غاية الضعف والخور والهلع والجزع
والجبن ولهذا قال تعالى " يحسبون كل صيحة عليهم " أي كلما وقع أمر أو كائنة أو خوف يعتقدون لجبنهم أنه
نازل بهم كما قال تعالى " أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من
الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك
على الله يسيرا " فهم جهامات وصور بلا معاني ولهذا قال تعالى " هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون "


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست