responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 353
أيدي أوليائه لأوليائه وأنهم الخامل ذكرهم الخفية شخوصهم ولقد جاءت صفتهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يدعوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل فتنة سوداء مظلمة " فهؤلاء أولياء الله تعالى الذين قال الله " أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ". وقال نعيم بن حماد حدثنا محمد بن ثور عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي يدا ولا نعمة فإني وجدت فيما أوحيته إلي " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله " قال سفيان يرون أنها نزلت فيمن يخالط السلطان. رواه أبو أحمد العسكري. آخر تفسير سورة المجادلة ولله الحمد والمنة.
سورة الحشر
" وكان ابن عباس يقول: سورة بني النضير "
قال سعيد بن منصور حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس سورة الحشر؟ قال أنزلت
في بني النضير ورواه البخاري ومسلم من وجه آخر عن هشيم به ورواه البخاري من حديث أبي عوانه عن أبي
بشر عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس سورة الحشر؟ قال سورة بنى النضير.
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم (1) هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب
من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا
وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الابصار (2) ولولا أن كتب الله عليهم
الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار (3) ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله
شديد العقاب (4) ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين (5)
يخبر تعالى أن جميع ما في السماوات وما في الأرض من شئ يسبح له ويمجده ويقدسه ويصلي له ويوحده كقوله
تعالى " تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم "
وقوله تعالى " وهو العزيز " أي منيع الجناب " الحكيم " في قدره وشرعه، وقوله تعالى " هو الذي أخرج
الذين كفروا من أهل الكتاب " يعني يهود بني النضير. قاله ابن عباس ومجاهد والزهري وغير واحد كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هادنهم وأعطاهم عهدا وذمة على أن لا يقاتلهم ولا يقاتلوه فنقضوا العهد الذي كان بينهم
وبينه فأحل الله بهم بأسه الذي لا مرد له وأنزل عليهم قضاءه الذي لا يصد فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجهم من
حصونهم الحصينة التي ما طمع فيها المسلمون وظنوا هم أنها مانعتهم من بأس الله فما أغنى عنهم من الله شيئا
وجاءهم من الله ما لم يكن ببالهم وسيرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلاهم من المدينة فكان منهم طائفة ذهبوا إلى أذرعات
من أعالي الشام وهي أرض المحشر والمنشر ومنهم طائفة ذهبوا إلى خيبر وكان قد أنزلهم منها على أن لهم ما


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست