responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 308
شجر الجنة " فقال أبو بكر يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة فقال " آكلها أنعم منها - قالها ثلاثا - وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها " انفرد به أحمد من هذا الوجه. وروى الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه صفة الجنة من حديث إسماعيل بن علي الخطمي عن أحمد بن علي الحيوطي عن عبد الجبار بن عاصم عن عبد الله بن زياد عن زرعة عن نافع عن ابن عمر قال: ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم طوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أبا بكر هل بلغك ما طوبى؟ " قال الله ورسوله أعلم قال " طوبي شجرة في الجنة ما يعلم طولها إلا الله سير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ورقها الحلل يقع عليها الطير كأمثال البخت " فقال أبو بكر يا رسول الله إن هناك لطيرا ناعما؟ قال " أنعم منه من يأكله وأنت منهم إن شاء الله تعالى " وقال قتادة في قوله تعالى " ولحم طير مما يشتهون " وذكر لنا أن أبا بكر قال يا رسول الله إني أرى طيرها ناعمة كأهلها ناعمون قال " من يأكلها والله يا أبا بكر أنعم منها وإنها لأمثال البخت وإني لأحتسب على الله أن تأكل منها يا أبا بكر ". وقال أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني مجاهد بن موسى حدثنا معن بن عيسى حدثني ابن أخي ابن شهاب عن أبيه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر فقال " نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طيور أعناقها يعني كأعناق الجزر " فقال عمر إنها لناعمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " آكلها أنعم منها " وكذا رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن القعنبي عن محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عن أبيه عن أنس وقال حسن.
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن الوليد الرصافي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة لطيرا فيه سبعون ألف ريشة فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة فينتفض فيخرج من كل ريشة يعني لونا أبيض من اللبن وألين من الزبد وأعذب من الشهد ليس منها لون يشبه صاحبه ثم يطير " هذا حديث غريب جدا والرصافي وشيخه ضعيفان ثم قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث حدثني الليث حدثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي حازم عن عطاء عن كعب قال: إن طائر الجنة أمثال البخت يأكل من ثمرات الجنة ويشرب من أنهار الجنة فيصطففن له فإذا اشتهى منها شيئا أتى حتى يقع بين يديه فيأكل من خارجه وداخله ثم يطير لم ينقص منه شئ صحيح إلى كعب وقال الحسن بن عرفة حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا ".
وقوله تعالى " وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون " قرأ بعضهم بالرفع وتقديره ولهم فيها حور عين وقراءة الجر تحتمل معنيين أحدهما أن يكون الاعراب على الاتباع بما قبله كقوله " يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين * لا يصدعون عنها ولا ينزفون * وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون * وحور عين " كما قال تعالى " وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم " وكما قال تعالى " عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق " والاحتمال الثاني أن يكون مما يطوف به الولدان المخلدون عليهم الحور العين ولكن يكون ذلك في القصور لا بين بعضهم بعضا بل في الخيام يطوف عليهم الخدام بالحور العين والله أعلم. وقوله تعالى " كأمثال اللؤلؤ المكنون " أي كأنهن اللؤلؤ الرطب في بياضه وصفائه كما تقدم في سورة الصافات " كأنهن بيض مكنون " وقد تقدم في سورة الرحمن وصفهن أيضا ولهذا قال " جزاء بما كانوا يعملون " أي هذا الذي أتحفناهم به مجازاة لهم على ما أحسنوا من العمل.
ثم قال تعالى " لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما " أي لا يسمعون في الجنة كلاما لاغيا أي عبثا خاليا عن المعنى أو مشتملا على معنى حقير أو ضعيف كما قال " لا تسمع فيها لاغية " أي كلمة لاغية " ولا تأثيما " أي ولا كلاما فيه قبح " إلا قيلا سلاما سلاما " أي إلا التسليم منهم بعضهم على بعض كما قال تعالى " تحيتهم فيها سلام " وكلامهم أيضا سالم من اللغو والاثم.


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست