responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 292
منهما الآخر ويزيله عن صفته التي هي مقصودة منه وما بين السماء والأرض لا يسمى برزخا وحجرا محجورا.
وقوله تعالى (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) أي من مجموعهما فإذا وجد ذلك من أحدهما كفى كما قال تعالى " يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم " والرسل إنما كانوا في الانس خاصة دون الجن وقد صح هذا الاطلاق. واللؤلؤ معروف. وأما المرجان فقيل هو صغار اللؤلؤ. قاله مجاهد وقتادة وأبو رزين والضحاك وروي عن علي وقيل كباره وجيده حكاه ابن جرير عن بعض السلف ورواه ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس وحكاه السدي عمن حدثه عن ابن عباس وروى مثله عن علي ومجاهد أيضا ومرة الهمداني وقيل هو نوع من الجواهر أحمر اللون. قال السدي عن أبي مالك عن مسروق عن عبد الله قال: المرجان الخرز الأحمر قال السدي وهو الكسد بالفارسية وأما قوله " ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها " فاللحم من كل من الأجاج والعذب والحلية إنما هي من المالح دون العذب. قال ابن عباس ما سقطت قط قطرة من السماء في البحر فوقعت في صدفة إلا صار منها لؤلؤة وكذا قال عكرمة وزاد فإذا لم تقع في صدفة نبتت بها عنبرة وروي من غير وجه عن ابن عباس نحوه وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا أمطرت السماء فتحت الأصداف في البحر أفواهها فما وقع فيها يعني من قطر فهو اللؤلؤ. إسناده صحيح ولما كان اتخاذ هذه الحلية نعمة على أهل الأرض امتن بها عليهم فقال " فبأي آلاء ربكما تكذبان " وقوله تعالى " وله الجوار المنشآت " يعني السفن التي تجري " في البحر " قال مجاهد ما رفع قلعه من السفن فهي منشآت وما لم يرفع قلعه فليس بمنشآت وقال قتادة المنشآت يعني المخلوقات وقال غيره المنشئات بكسر الشين يعني البادئات " كالاعلام " أي كالجبال في كبرها وما فيها من المتاجر والمكاسب المنقولة من قطر إلى قطر وإقليم إلى إقليم مما فيه صلاح للناس في جلب ما يحتاجون إليه من سائر أنواع البضائع ولهذا قال " فبأي آلاء ربكما تكذبان ". وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة حدثنا العيزار بن سويد عن عمرة بن سويد قال كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه على شاطئ الفرات إذ أقلبت سفينة مرفوع شراعها فبسط علي يديه ثم قال:
يقول الله عز وجل " وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام " والذي أنشأها تجري في بحوره ما قتلت عثمان ولا مالات على قتله.
كل من عليها فان (26) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام (27) فبأي آلاء ربكما تكذبان (28) يسئله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن (29) فبأي آلاء ربكما تكذبان (30)
يخبر تعالى أن جميع أهل الأرض سيذهبون ويموتون أجمعون وكذلك أهل السماوات إلا من شاء الله ولا يبقى أحد سوى وجهه الكريم فإن الرب تعالى وتقدس لا يموت بل هو الحي الذي لا يموت أبدا قال قتادة أنبأ بما خلق ثم أنبأ أن ذلك كله فان وفي الدعاء المأثور: يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والاكرام لا إله إلا أنت برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك وقال الشعبي إذا قرأت " كل من عليها فان " فلا تسكت حتى تقرأ " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام " وهذه الآية كقوله تعالى " كل شئ هالك إلا وجهه " وقد نعت تعالى وجهه الكريم في هذه الآية الكريمة بأنه ذو الجلال والاكرام أي هو أهل أن يجل فلا يعصى وأن يطاع فلا يخالف كقوله تعالى " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " وكقوله إخبارا عن المتصدقين " إنما نطعمكم لوجه الله "

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست