responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 282
(وكذبوا واتبعوا أهواءهم) أي كذبوا بالحق إذ جاءهم واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم وقوله " وكل أمر مستقر " قال قتادة معناه أن الخير واقع بأهل الخير والشر واقع بأهل الشر وقال ابن جريج مستقر بأهله وقال مجاهد " وكل أمر مستقر " أي يوم القيامة وقال السدي مستقر أي واقع.
وقوله تعالى (ولقد جاءهم من الانباء) أي من الاخبار عن قصص الأمم المكذبين بالرسل وما حل بهم من العقاب والنكال والعذاب مما يتلى عليهم في هذا القرآن " ما فيه مزدجر " أي ما فيه واعظ لهم عن الشرك والتمادي على التكذيب. وقوله تعالى (حكمة بالغة) أي في هدايته تعالى لمن هداه وإضلاله لمن أضله " فما تغني النذر " يعني أي شئ تغني النذر عمن كتب الله عليه الشقاوة وختم على قلبه؟ فمن الذي يهديه من بعد الله؟ وهذه الآية كقوله تعالى " قل فالله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين " وكذا قوله تعالى " وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ".
فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شئ نكر (6) خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر (7) مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر (8)
يقول تعالى فتول يا محمد عن هؤلاء الذين إذا رأوا آية يعرضوا ويقولوا هذا سحر مستمر أعرض عنهم وانتظرهم " يوم يدع الداع إلى شئ نكر " أي إلى شئ منكر فظيع وهو موقف الحساب وما فيه من البلاء والزلازل والأهوال " خشعا أبصارهم " أي ذليلة أبصارهم " يخرجون من الأجداث " وهي القبور " كأنهم جراد منتشر " أي كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم إلى موقف الحساب إجابة للداعي جراد منتشر في الآفاق ولهذا قال (مهطعين) أي مسرعين " إلى الداعي " لا يخالفون ولا يتأخرون " يقول الكافرون هذا يوم عسر " أي يوم شديد الهول عبوس قمطرير " فذلك يوم عسير على الكافرين غير يسير ".
* كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر (9) فدعا ربه أني مغلوب فانتصر (10) ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر (11) وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر (12) وحملناه على ذات ألواح ودسر (13) تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر (14) ولقد تركناها آية فهل من مدكر (15) فكيف كان عذابي ونذر (16) ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (17)
يقول تعالى " كذبت " قبل قومك يا محمد " قوم نوح فكذبوا عبدنا " أي صرحوا له بالتكذيب واتهموه بالجنون " وقالوا مجنون وازدجر " قال مجاهد وازدجر أي استطير جنونا وقيل وازدجر أي انتهروه وزجروه وتواعدوه لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين قاله ابن زيد وهذا متوجه حسن " فدعا ربه أني مغلوب فانتصر " أي إني ضعيف عن هؤلاء وعن مقاومتهم فانتصر أنت لدينك قال الله تعالى (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) قال السدي وهو الكثير (وفجرنا الأرض عيونا) أي نبعت جميع أرجاء الأرض حتى التنانير التي هي محال النيران نبعت عيونا " فالتقى الماء " أي من السماء والأرض " على أمر قد قدر " أي أمر مقدر.
قال ابن جريج عن ابن عباس (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) كثير لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست