responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 273
أي من حجة " إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس " أي ليس له مستند إلا حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم وإلا حظ نفوسهم في رياستهم وتعظيم آبائهم الأقدمين " ولقد جاءهم من ربهم الهدى " أي ولقد أرسل الله إليهم الرسل بالحق المنير والحجة القاطعة ومع هذا ما اتبعوا ما جاءوهم به ولا انقادوا له.
ثم قال تعالى (أم للانسان ما تمنى) أي ليس كل من تمنى خيرا حصل له " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب " ما كل من زعم أنه مهتد يكون كما قال ولا كل من ود شيئا يحصل له. قال الإمام أحمد حدثنا إسحاق حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته " تفرد به أحمد. وقوله (فلله الآخرة والأولى) أي إنما الامر كله لله مالك الدنيا والآخرة والمتصرف في الدنيا والآخرة فهو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وقوله تعالى (وكم من ملك في السماوات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) كقوله " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " " ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له " فإذا كان هذا في حق الملائكة المقربين فكيف ترجون أيها الجاهلون شفاعة هذه الأصنام والأنداد عند الله وهو تعالى لم يشرع عبادتها ولا أذن فيها بل قد نهى عنها على ألسنة جميع رسله وأنزل بالنهي عن ذلك جميع كتبه؟
إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى (27) وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا (28) فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا (29) ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هم أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم من اهتدى (30)
يقول تعالى منكرا على المشركين في تسميتهم الملائكة تسمية الأنثى وجعلهم لها أنها بنات الله تعالى الله عن ذلك كما قال تعالى " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسئلون " ولهذا قال تعالى (وما لهم به من علم) أي ليس لهم علم صحيح بصدق ما قالوه بل هو كذب وزور وافتراء وكفر شنيع " إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا " أي لا يجدي شيئا ولا يقوم أبدا مقام الحق. وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " وقوله تعالى (فأعرض عمن تولى عن ذكرنا) أي أعرض عن الذي أعرض عن الحق واهجره. وقوله " ولم يرد إلا الحياة الدنيا " أي وإنما أكثر همه ومبلغ علمه الدنيا فذاك هو غاية ما لا خير فيه ولهذا قال تعالى (ذلك مبلغهم من العلم) أي طلب الدنيا والسعي لها هو غاية ما وصلوا إليه. وقد روى الإمام أحمد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له " وفي الدعاء المأثور " اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا " وقوله تعالى " إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى " أي هو الخالق لجميع المخلوقات والعالم بمصالح عباده وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء وذلك كله عن قدرته وعلمه وحكمته وهو العادل الذي لا يجور أبدا لا في شرعه ولا في قدره.
ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى (31) الذين

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست