responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 251
أحسن وقد ثبت في الصحاح وغيرها عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فيعطى سؤله؟ حتى يطلع الفجر " وقال كثير من المفسرين في قوله تعالى إخبارا عن يعقوب أنه قال لبنيه " سوف أستغفر لكم ربي " قالوا أخرهم إلى وقت السحر وقوله تعالى (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) لما وصفهم بالصلاة ثنى بوصفهم بالزكاة والبر والصلة فقال " وفي أموالهم حق " أي جزء مقسوم قد أفرزوه للسائل والمحروم. أما السائل فمعروف وهو الذي يبتدئ بالسؤال وله حق كما قال الإمام أحمد حدثنا وكيع وعبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن مصعب بن محمد عن يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " للسائل حق وإن جاء على فرس " ورواه أبو داود من حديث سفيان الثوري به. ثم أسنده من وجه آخر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وروي من حديث الهرماس بن زياد مرفوعا وأما المحروم فقال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وهو المحارف الذي ليس له في الاسلام سهم يعني لا سهم له في بيت المال ولا كسب له ولا حرفة يتقوت منها وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو المحارف الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه وقال الضحاك هو الذي لا يكون له مال إلا ذهب قضى الله له تعالى ذلك وقال أبو قلابة جاء سيل باليمامة فذهب بمال رجل فقال رجل من الصحابة رضي الله عنهم هذا المحروم وقال ابن عباس رضي الله عنهما أيضا وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي ونافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما وعطاء بن أبي رباح المحروم المحارف وقال قتادة والزهري المحروم الذي لا يسأل الناس شيئا. قال الزهري وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس المسكين بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غني يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه " وهذا الحديث قد أسنده الشيخان في صحيحيهما من وجه آخر وقال سعيد بن جبير هو الذي يجئ وقد قسم المغنم فيرضخ له. وقال محمد بن إسحاق حدثني بعض أصحابنا قال كنا مع عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في طريق مكة فجاء كلب فانتزع عمر رضي الله عنه كتف شاة فرمى بها إليه وقال يقولون إنه المحروم وقال الشعبي أعياني أن أعلم ما المحروم واختار ابن جرير أن المحروم الذي لا مال له بأي سبب كان وقد ذهب ماله سواء كان لا يقدر على الكسب أو قد هلك ماله أو نحوه بآفة أو نحوها. وقال الثوري عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فغنموا فجاءه قوم لم يشهدوا الغنيمة فنزلت هذه الآية " وفي أموالهم حق للسائل والمحروم " وهذا يقتضي أن هذه مدنية وليس كذلك بل هي مكية شاملة لما بعدها وقوله عز وجل (وفي الأرض آيات للموقنين) أي فيها من الآيات الدالة على عظمة خالقها وقدرته الباهرة مما قد ذرأ فيها من صنوف النبات والحيوانات والمهاد والجبال والقفار والأنهار والبحار واختلاف ألسنة الناس وألوانهم وما جبلوا عليه من الإرادات والقوى وما بينهم من التفاوت في العقول والفهوم والحركات والسعادة والشقاوة وما في تركيبهم من الحكم في وضع كل عضو من أعضائهم في المحل الذي هو محتاج إليه فيه ولهذا قال عز وجل " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " قال قتادة من تفكر في خلق نفسه عرف أنه إنما خلق ولينت مفاصله للعبادة. ثم قال تعالى " وفي السماء رزقكم " يعني المطر " وما توعدون " يعني الجنة قاله ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وغير واحد وقال سفيان الثوري قرأ واصل الأحدب هذه الآية " وفي السماء رزقكم وما توعدون " فقال ألا أرى رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض؟ فدخل خربة فمكث ثلاثا لا يصيب شيئا فلما أن كان اليوم الثالث إذا هو بدوخلة من رطب وكان له أخ أحسن نية منه فدخل معه فصارتا دوخلتين فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرق بينهما الموت وقوله تعالى " فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " يقسم تعالى بنفسه الكريمة أن ما وعدهم به من أمر القيامة والبعث والجزاء كائن محالة وهو حق لا مرية فيه فلا تشكو فيه كما لا تشكوا في نطقكم حين تنطقون وكان معاذ رضي الله عنه إذا حدث بالشئ

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست