responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 220
سورة الحجرات بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم (1) يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون (2)
إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم (3)
هذه آيات أدب الله تعالى بها عباده المؤمنين فيما يعاملون به الرسول صلى الله عليه وسلم من التوقير والاحترام والتبجيل والاعظام فقال تبارك وتعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " أي لا تسرعوا في الأشياء بين يديه أي قبله بل كونوا تبعا في جميع الأمور حتى يدخل في عموم هذا الأدب الشرعي. حديث معاذ رضي الله عنه حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن " بم تحكم؟ " قال بكتاب الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم " فإن لم تجد؟ " قال بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم " فإن لم تجد؟ " قال رضي الله عنه أجتهد رأيي فضرب في صدره وقال " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم " وقد رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة فالغرض منه أنه أخر رأيه ونظره واجتهاده إلى ما بعد الكتاب والسنة ولو قدمه قبل البحث عنهما لكان من باب التقديم بين يدي الله ورسوله.
فقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما " لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة وقال العوفي عنه: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه وقال مجاهد لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ حتى يقضي الله تعالى على لسانه وقال الضحاك لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله من شرائع دينكم. وقال سفيان الثوري " لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " بقول ولا فعل وقال الحسن البصري " لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " قال لا تدعوا قبل الامام وقال قتادة ذكر لنا أن ناسا كانوا يقولون لو أنزل في كذا وكذا لو صح كذا فكره الله تعالى ذلك وتقدم فيه " واتقوا الله " أي فيما أمركم به " إن الله سميع " أي لأقوالكم " عليم " بنياتكم. وقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " هذا أدب ثان أدب الله تعالى به المؤمنين أن لا يرفعوا أصواتهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فوق صوته وقد روى إنها نزلت في الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. وقال البخاري حدثنا يسرة بن صفوان اللخمي حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس رضي الله عنه أخي بني مجاشع وأشار الآخر برجل آخر قال نافع لا أحفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما ما أردت إلا خلافي قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون " قال ابن الزبير رضي الله عنهما فما كان عمر رضي الله عنه يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر رضي الله عنه - انفرد به دون مسلم.
ثم قال البخاري حدثنا حسن بن محمد حدثنا حجاج عن ابن جريج حدثني ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه أمر القعقاع بن معبد

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست