responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 172
بايع معاوية رضي الله عنه لابنه قال مروان سنة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما سنة هرقل وقيصر فقال مروان هذا الذي أنزل الله تعالى فيه " والذي قال لوالديه أف لكما " الآية فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فقالت كذب مروان والله ما هو به ولو شئت أن أسمي الذي أنزلت فيه لسميته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فضض من لعنة الله. وقوله " أتعدانني أن أخرج " أي أبعث " وقد خلت القرون من قبلي " أي قد مضى الناس فلم يرجع منهم مخبر " وهما يستغيثان الله " أي يسألان الله فيه أن يهديه ويقولان لولدهما " ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين ". قال الله تعالى " أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين " أي دخلوا في زمرة أشباههم وأضرابهم من الكافرين الخاسرين أنفسهم وأهليهم يوم القيامة وقوله " أولئك " بعد قوله " والذي قال " دليل على ما ذكرناه من أنه جنس يعم كل من كان كذلك وقال الحسن وقتادة هو الكافر الفاجر العاق لوالديه المكذب بالبعث وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمه سهل بن داود من طريق همام بن عمار حدثنا حماد بن عبد الرحمن حدثنا خالد الزبرقان العليمي عن سليم بن حبيب عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أربعة لعنهم الله تعالى من فوق عرشه وأمنت عليهم الملائكة مضل المساكين " قال خالد الذي يهوي بيده إلى المسكين فيقول هلم أعطيك فإذا جاءه قال ليس معي شئ " والذي يقول للماعون ابن [1] وليس بين يديه شئ والرجل يسأل عن دار القوم فيدلونه على غيرها والذي يضرب الوالدين حتى يستغيثا " غريب جدا وقوله تبارك وتعالى " ولكل درجات مما عملوا " أي لكل عذاب بحسب عمله " وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون " أي لا يظلمهم مثقال ذرة فما دونها قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم درجات النار تذهب سفالا ودرجات الجنة تذهب علوا. وقوله عز وجل " ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها " أي يقال لهم ذلك تقريعا وتوبيخا وقد تورع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن كثير من طيبات المآكل والمشارب وتنزه عنها ويقول إني أخاف أن أكون كالذين قال الله لهم وبخهم وقرعهم " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها " وقال أبو مجلز ليفقدن أقوام حسنات كانت لهم في الدنيا فيقال لهم " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا " وقوله عز وجل " فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون " فجوزوا من جنس عملهم فكما متعوا أنفسهم واستكبروا عن اتباع الحق وتعاطوا الفسق والمعاصي جازاهم الله تبارك وتعالى بعذاب الهون وهو الإهانة والخزي والآلام الموجعة والحسرات المتتابعة والمنازل في الدركات المفظعة أجارنا الله سبحانه وتعالى من ذلك كله.
* واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم [21] قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين [22] قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكن أراكم قوما تجهلون [23] فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم [24] تدمر كل شئ بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين [25]


[1] بياض في الأصل والحديث غير محرر فليراجع في كتاب الحافظ ابن عساكر.


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست