responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 124
قول تعالى ممتنا على عباده بقبول توبتهم إليه إذا تابوا ورجعوا إليه إنه من كرمه وحلمه أنه يعفو ويصفح ويستر ويغفر كقوله عز وجل " ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " وقد ثبت في صحيح مسلم رحمة الله عليه حيث قال حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حرب قالا: حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك وهو عمه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كانت راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك - أخطأ من شدة الفرح - " وقد ثبت أيضا في الصحيح من رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه نحوه وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله تعالى " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده " إن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته في المكان الذي يخاف أن يقتله فيه العطش " وقال همام بن الحارث سئل ابن مسعود رضي الله عنه عن الرجل يفجر بالمرأة ثم يتزوجها؟ قال لا بأس به وقرأ " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده " الآية. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث شريح القاضي عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم النخعي عن همام فذكره وقوله عز وجل " ويعفو عن السيئات " أي يقبل التوبة في المستقبل ويعفو عن السيئات في الماضي " ويعلم ما تفعلون " أي هو عالم بجميع ما فعلتم وصنعتم وقلتم ومع هذا يتوب على من تاب إليه. قوله تعالى " ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات " قال السدي يعني يستجيب لهم وكذا قال ابن جرير معناه يستجيب لهم الدعاء لأنفسهم ولاصحابهم وإخوانهم وحكاه عن بعض النحاة وأنه جعلها كقوله عز وجل " فاستجاب لهم ربهم " ثم روى هو وابن أبي حاتم من حديث الأعمش عن شقيق بن سلمة عن سلمة بن سبرة قال خطبنا معاذ رضي الله عنه بالشام فقال أنتم المؤمنون وأنتم أهل الجنة والله إني لأرجو أن يدخل الله تعالى من تسبون من فارس والروم الجنة وذلك بأن أحدكم إذا عمل له يعني أحدهم عملا قال أحسنت رحمك الله أحسنت بارك الله فيك ثم قرأ " ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله " وحكى ابن جرير من بعض أهل العربية أنه جعل قوله " الذين يستمعون القول " أي هم الذين يستجيبون للحق ويتبعونه كقوله تبارك وتعالى " إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله " والمعنى الأول أظهر لقوله تعالى " ويزيدهم من فضله " أي يستجيب دعاءهم ويزيدهم فوق ذلك. ولهذا قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن المصفى حدثنا بقية حدثنا إسماعيل بن عبد الله الكندي حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى " ويزيدهم من فضله " قال " الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم معروفا في الدنيا " وقال قتادة عن إبراهيم النخعي في قوله عز وجل " ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات " قال يشفعون في إخوانهم " ويزيدهم من فضله " قال يشفعون في إخوان إخوانهم.
وقوله عز وجل " والكافرون لهم عذاب شديد " لما ذكر المؤمنين وما لهم من الثواب الجزيل ذكر الكافرين وما لهم عنده يوم القيامة من العذاب الشديد الموجع المؤلم يوم معادهم وحسابهم وقوله تعالى " ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض " أي لو أعطاهم فوق حاجتهم من الرزق لحملهم ذلك على البغي والطغيان من بعضهم على بعض أشرا وبطرا وقال قتادة كان يقال خير العيش ما لا يلهيك ولا يطغيك وذكر قتادة حديث " إنما أخاف عليكم ما يخرج الله تعالى من زهرة الحياة الدنيا " وسؤال السائل أيأتي الخير بالشر؟ الحديث. وقوله عز وجل " ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير " أي ولكن يرزقهم من الرزق ما يختاره مما فيه صلاحهم وهو أعلم بذلك فيغني من يستحق الغنى ويفقر من يستحق الفقر كما جاء في الحديث المروي " إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسدت عليه

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست