responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 86
فلما رآهم جلس معهم وقال " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم " عبد الرحمن هذا ذكره أبو بكر بن أبي داود في الصحابة وأما أبوه فمن سادات الصحابة رضي الله عنهم وقوله " ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا " قال ابن عباس: ولا تجاوزهم إلى غيرهم يعني تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا " أي شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا " وكان أمره فرطا " أي أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع ولا تكن مطيعا له ولا محبا لطريقته ولا تغبطه بما هو فيه كما قال " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ".
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا (29)
يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد للناس هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هذا من باب التهديد والوعيد الشديد ولهذا قال " إنا أعتدنا " أي أرصدنا " للظالمين " وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه " نارا أحاط بهم سرادقها " أي سورها قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " لسرادق النار أربعة جدر كثافة كل جدار مسافة أربعين سنة " وأخرجه الترمذي في صفة النار وابن جرير في تفسيره من حديث دراج أبي السمح به.
وقال ابن جريج قال ابن عباس " أحاط بهم سرادقها " قال حائط من نار وقال ابن جرير: حدثني الحسين بن نصر والعباس بن محمد قالا: حدثنا أبو عاصم عن عبد الله بن أمية حدثني محمد بن حيي بن يعلى عن صفوان بن يعلى عن يعلى بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " البحر هو جهنم " قال فقيل له كيف ذلك؟ فتلا هذه الآية أو قرأ هذه الآية " نارا أحاط بهم سرادقها " ثم قال " والله لا أخلها أبدا أو ما دمت حيا لا تصيبني منها قطرة ". وقوله " وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه " الآية قال ابن عباس. المهل الماء الغليظ مثل دردي الزيت وقال مجاهد: هو كالدم والقيح وقال عكرمة: هو الشئ الذي انتهى حره وقال آخرون: هو كل شئ أذيب.
وقال قتادة: أذاب ابن مسعود شيئا من الذهب في أخدود فلما انماع وأزبد قال: هذا أشبه شئ بالمهل. وقال الضحاك: ماء جهنم أ سود وهي سوداء وأهلها سود وهذه الأقوال ليس شئ منها ينفي الاخر فإن المهل يجمع هذه الأوصاف الرذيلة كلها فهو أسود منتن غليظ حار ولهذا قال " يشوي الوجوه " أي من حره إذا أراد الكافر أن يشربه وقربه من وجهه شواه حتى تسقط جلدة وجهه فيه كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بإسناده المتقدم في سرادق النار عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " ماء كالمهل " قال كعكر الزيت فإذا قربه إليه سقطت فروة وجهه فيه وهكذا رواه الترمذي في صفة النار من جامعه من حديث رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج به ثم قال: لا نعرفه إلا من حديث رشدين وقد تكلم فيه من قبل حفظه هكذا قال:
وقد رواه الإمام أحمد كما تقدم عن حسن الأشيب عن ابن لهيعة عن دراج والله أعلم. وقال عبد الله بن المبارك وبقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بشر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " ويسقى من ماء صديد يتجرعه " قال " يقرب إليه فيتكرهه فإذا قرب منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه يقول الله تعالى " وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب " وقال سعيد بن جبير: إذا جاع أهل النار استغاثوا فأغيثوا بشجرة الزقوم فيأكلون منها فاختلبت جلود وجوههم فلو أن مارا مر بهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم فيها ثم يصب عليم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل وهو الذي قد انتهى حره فإذا أدنوه

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست