responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 578
بمعنى إلا تقديره وما كل إلا جميع لدينا محضرون ومعنى القراءتين واحد والله سبحانه وتعالى أعلم.
وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون (33) وجعلنا فيها جنت من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون (34) ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون (35) سبحن الذي خلق الا زوج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون (36)
يقول تبارك وتعالى (وآية لهم) أي دلالة لهم على وجود الصانع وقدرته التامة وإحيائه الموتى (الأرض الميتة) أي إذا كانت ميتة هامدة لا شئ فيها من النبات فإذا أنزل الله تعالى عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ولهذا قال تعالى: (أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون) أي جعلنا رزقا لهم ولانعامهم (وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون) أي جعلنا فيها أنهارا سارحة في أمكنة يحتاجون إليها (ليأكلوا من ثمره)، لما امتن على خلقه بإيجاد الزروع لهم عطف بذكر الثمار وتنوعها وأصنافها وقوله جل وعلا (" وما عملته أيديهم) أي وما ذاك كله إلا من رحمة الله تعالى بهم لا بسعيهم ولا كدهم ولا بحولهم وقوتهم قاله ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة ولهذا قال تعالى (أفلا يشكرون) أي فهلا يشكرونه على ما أنعم به عليهم من هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى واختار ابن جرير - بل جزم به ولم يحك غيره إلا احتمالا - أن ما في قوله تعالى: (وما عملته أيديهم) بمعنى الذي تقديره ليأكلوا من ثمره ومما عملته أيديهم أي غرسوه ونصبوه قال وهي كذلك في قراءة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه (ليأكلوا من ثمره ومما عملته أيديهم أفلا يشكرون) ثم قال تبارك وتعالى (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض) أي من زروع وثمار ونبات (ومن أنفسهم) فجعلهم ذكرا وأنثى (ومما لا يعلمون) أي من مخلوقات شتى لا يعرفونها كما قال جلت عظمته (ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون).
وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون (37) والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم (38) والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم (39) لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون (40)
يقول تعالى ومن الدلالة لهم على قدرته تبارك وتعالى العظيمة خلق الليل والنهار هذا بظلامه وهذا بضيائه وجعلهما يتعاقبان يجئ هذا فيذهب هذا ويذهب هذا فيجئ هذا كما قال تعالى: (يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا) ولهذا قال عز وجل ههنا (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار) أي نصرمه منه فيذهب فيقبل الليل ولهذا قال تبارك وتعالى (فإذا هم مظلمون) كما جاء في الحديث " إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم " هذا هو الظاهر من الآية وزعم قتادة أنها كقوله تعالى: (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) وقد ضعف ابن جرير قول قتادة ههنا وقال إنما معنى الايلاج الاخذ من هذا في هذا وليس هذا مرادا في هذه الآية وهذا الذي قاله ابن جرير حق وقوله جل جلاله (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم) في معنى قوله (لمستقر لها)
قولان أحدهما أن المراد مستقرها المكاني وهو تحت العرش مما يلي الأرض في ذلك الجانب وهي أينما كانت فهي تحت العرش وجميع المخلوقات لأنه سقفها وليس بكرة كما يزعمه كثير من أرباب الهيئة وإنما هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة وهو فوق العالم مما يلي رؤوس الناس فالشمس إذا كانت في قبة الفلك وقت الظهيرة تكون أقرب ما تكون إلى العرش فإذا استدارت في فلكها الرابع إلى مقابلة هذا المقام وهو وقت نصف الليل صارت أبعد ما تكون إلى العرش فحينئذ تسجد وتستأذن في الطلوع كما جاءت بذلك الأحاديث قال البخاري حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال صلى الله عليه وسلم " يا

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 578
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست