responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 576
قيل ادخل الجنة قال يليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربى وجعلني من المكرمين (27) * وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين (28) إن كانت إلا صيحة وحدة فإذا هم خامدون (29)
قال محمد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنهما وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصه من دبره وقال الله له (ادخل الجنة) فدخلها فهو يرزق فيها قد أذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها وقال مجاهد قيل لحبيب النجار ادخل الجنة وذلك أنه قتل فوجبت له فلما رأى الثواب (قال يا ليت قومي يعلمون) قال قتادة لا تلقى المؤمن إلا ناصحا لا تلقاه غاشا لما عاين ما عاين من كرامة الله تعالى (قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) تمنى والله أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله وما هجم عليه وقال ابن عباس نصح قومه في حياته بقوله (يا قومي اتبعوا المرسلين) وبعد مماته في قوله (يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) رواه ابن أبي حاتم وقال سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز (بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) بإيماني بربي وتصديقي المرسلين ومقصوده أنهم لو اطلعوا على ما حصل لي من الثواب والجزاء والنعيم المقيم لقادهم ذلك إلى اتباع الرسل فرحمه الله ورضي عنه فلقد كان حريصا على هداية قومه. قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا هشام بن عبيد الله حدثنا ابن جابر هو محمد عن عبد الملك يعني ابن عمير قال: قال عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ابعثني إلى قومي أدعوهم إلى الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أخاف أن يقتلوك " فقال لو وجدوني نائما ما أيقظوني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انطلق " فانطلق فمر على اللات والعزى فقال لأصبحنك غدا بما يسوءك فغضبت ثقيف فقال يا معشر ثقيف إن اللات لا لات وإن العزى لا عزى أسلموا تسلموا يا معشر الاحلاف إن العزى لا عزى وإن اللات لا لات أسلموا تسلموا قال ذلك ثلاث مرات فرماه رجل فأصاب أكحله فقتله فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " هذا مثله كمثل صاحب يس " (قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين). وقال محمد بن إسحاق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم أنه حدث عن كعب الأحبار أنه ذكر له حبيب بن زيد بن عاصم أخو بني مازن بن النجار الذي كان مسيلمة الكذاب قطعه باليمامة حين جعل يسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله؟ فيقول نعم ثم يقول أتشهد أني رسول الله فيقول لا أسمع فيقول له مسيلمة لعنه الله أتسمع هذا ولا تسمع ذاك؟ فيقول نعم فجعل يقطعه عضوا عضوا كلما سأله لم يزده على ذلك حتى مات في يديه فقال كعب حين قيل له اسمه حبيب وكان والله صاحب يس اسمه حبيب. وقوله تبارك وتعالى (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين) يخبر تعالى أنه انتقم من قومه بعد قتلهم إياه غضبا منه تبارك وتعالى عليهم لانهم كذبوا رسله وقتلوا وليه ويذكر عز وجل أنه ما أنزل عليهم وما احتاج في إهلاكه إياهم إلى إنزال جند من الملائكة عليهم بل الامر كان أيسر من ذلك. قاله ابن مسعود فيما رواه ابن إسحاق عن بعض أصحابه أنه قال في قوله تعالى: (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين) أي ما كاثرناهم بالجموع الامر كان أيسر علينا من ذلك (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون) قال فأهلك الله تعالى ذلك الملك وأهل أنطاكية فبادوا عن وجه الأرض فلم يبق منهم باقية وقيل (وما كنا منزلين) أي وما كنا ننزل الملائكة على الأمم إذا أهلكناهم بل نبعث عليهم عذابا يدمرهم وقيل المعنى في قوله تعالى (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء) أي من رسالة أخرى إليهم قاله مجاهد وقتادة قال قتادة فلا والله ما عاتب الله قومه بعد قتله (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون) قال ابن جرير والأول أصح لان الرسالة لا تسمى جندا. قال المفسرون بعث الله تعالى إليهم جبريل عليه الصلاة والسلام فأخذ بعضادتي باب بلدهم ثم صاح فيهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون عن آخرهم لم يبق فيهم روح تتردد في جسد وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلا من عند المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كما نص عليه قتادة وغيره وهو الذي لم يذكر عن واحد من متأخري المفسرين غيره وفي ذلك نظر من وجوه (أحدها)


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 576
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست