responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 527
من قبل) أي هذه سنته في المنافقين إذا تمردوا على نفاقهم وكفرهم ولم يرجعوا عما هم فيه أن أهل الايمان يسلطون عليهم ويقهرونهم (ولن تجد لسنة الله تبديلا) أي وسنة الله في ذلك لا تبدل ولا تغير.
يسئلك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا (63) إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا (64) خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا (65) يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا (66) وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا (67) ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا (68)
يقول تعالى مخبرا لرسوله صلوات الله وسلامه عليه أنه لا علم له بالساعة وإن سأله الناس عن ذلك وأرشده أن يرد علمها إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى في سورة الأعراف وهي مكية وهذه مدنية فاستمر الحال في رد علمها إلى الذي يقيمها لكن أخبره أنها قريبة بقوله (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) كما قال تعالى:
(اقتربت الساعة وانشق القمر) وقال (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون) وقال (أتى أمر الله فلا تستعجلوه). ثم قال تعالى: (إن الله لعن الكافرين) أي أبعدهم من رحمته (وأعد لهم سعيرا) أي في الدار الآخرة (خالدين فيها أبدا) أي ماكثين مستمرين فلا خروج لهم منها ولا زوال لهم عنها (لا يجدون وليا ولا نصيرا) أي وليس لهم مغيث ولا معين ينقذهم مما هم فيه ثم قال (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) أي يسحبون في النار على وجوههم وتلوى وجوههم على جهنم يقولون وهم كذلك يتمنون أن لو كانوا في الدار الدنيا ممن أطاع الله وأطاع الرسول كما أخبر الله عنهم في حال العرصات بقوله (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا وياليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا) وقال تعالى: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) وهكذا أخبر عنهم في حالتهم هذه أنهم يودون أن لو كانوا أطاعوا الله وأطاعوا الرسول في الدنيا (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا) وقال طاوس: سادتنا يعني الاشراف وكبراءنا يعني العلماء رواه ابن أبي حاتم أي اتبعنا السادة وهم الامراء والكبراء من المشيخة وخالفنا الرسل واعتقدنا أن عندهم شيئا وأنهم على شئ فإذا هم ليسوا على شئ (ربنا آتهم ضعفين من العذاب) أي بكفرهم وإغوائهم إيانا (والعنهم لعنا كبيرا) قرأ بعض القراء بالباء الموحدة وقرأ آخرون بالثاء المثلثة وهما قريبا المعنى كما في حديث عبد الله بن عمرو أن أبا بكر قال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: " قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " أخرجاه في الصحيحين يروى كثيرا وكبيرا وكلاهما بمعنى صحيح واستحب بعضهم أن يجمع الداعي بين اللفظين في دعائه وفي ذلك نظر بل الأولى أن يقول هذا تارة وهذا تارة كما أن القارئ مخير بين القراءتين أيتهما قرأ أحسن وليس له الجمع بينهما والله أعلم وقال أبو القاسم الطبراني حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا ضرار بن صرد حدثنا علي بن هشام عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه في تسمية من شهد مع علي رضي الله عنه الحجاج بن عمرو بن غزية وهو الذي كان يقول عند اللقاء يا معشر الأنصار أتريدون أن تقولوا لربنا إذا لقيناه (ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا).
يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها (69)


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 527
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست