responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 41
فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا " وروى البيهقي من طريق سعدان بن نصر عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما يخرج رجل صدقة حتى يفك لحي سبعين شيطانا ".
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبيدة الحداد حدثنا سكين بن عبد العزيز حدثنا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما عال من اقتصد ". وقوله: " إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " إخبار أنه تعالى هو الرزاق القابض الباسط المتصرف في خلقه بما يشاء فيغني من يشاء ويفقر من يشاء لما له في ذلك من الحكمة ولهذا قال " إنه كان بعباده خبيرا بصيرا " أي خبيرا بصيرا بمن يستحق الغنى ومن يستحق الفقر كما جاء في الحديث " إن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسدت عليه دينه وإن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه " وقد يكون الغنى في حق بعض الناس استدراجا والفقر عقوبة عياذا بالله من هذا وهذا.
ولا تقتلوا أولدكم خشية املاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا (31)
هذه الآية الكريمة دالة على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالد بولده لأنه نهى عن قتل الأولاد كما أوصى الآباء بالأولاد في الميراث وكان أهل الجاهلية لا يورثون البنات بل كان أحدهم ربما قتل ابنته لئلا تكثر عيلته فنهى الله تعالى عن ذلك وقال " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق " أي خوف أن تفتقروا في ثاني الحال ولهذا قدم الاهتمام برزقهم فقال " نحن نرزقهم وإياكم " وفي الانعام " ولا تقتلوا أولادكم من إملاق " أي من فقر " نحن نرزقكم وإياهم " وقوله " إن قتلهم كان خطئا كبيرا " أي ذنبا عظيما وقرأ بعضهم " كان خطأ كبيرا " وهو بمعناه.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال " أن تجعل لله ندا وهو خلقك - قلت ثم أي؟ قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك - قلت ثم أي؟ قال أن تزاني بحليلة جارك ".
ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا (32)
يقول تعالى ناهيا عباده عن الزنا وعن مقاربته ومخالطة أسبابه ودواعيه " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة " أي ذنبا عظيما " وساء سبيلا " أي وبئس طريقا ومسلكا.
وقد قال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا جرير حدثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة أن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه فقال " ادنه " فدنا منه قريبا فقال " اجلس " فجلس فقال " أتحبه لامك "؟ قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال " أفتحبه لابنتك "؟ قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لبناتهم قال " أفتحبه لأختك "؟ قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال " أفتحبه لعمتك "؟ قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لعماتهم قال " أفتحبه لخالتك "؟ قال لا والله جعلني الله فداك قال ولا الناس يحبونه لخالاتهم قال فوضع يده عليه وقال " اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وأحصن فرجه " قال فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شئ وقال ابن أبي الدنيا حدثنا عمار بن نضر حدثنا بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن الهيثم بن مالك الطائي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له ".
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطنا فلا يسرف في القتل إنه

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست