responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 360
وأوحاه إليك (نزل به الروح الأمين) وهو جبريل عليه السلام قاله غير واحد من السلف: ابن عباس ومحمد بن كعب وقتادة وعطية العوفي والسدي والضحاك والزهري وابن جريج وهذا مما لا نزاع فيه. قال الزهري وهذه كقوله (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه) وقال مجاهد: من كلمه الروح الأمين لا تأكله الأرض (على قلبك لتكون من المنذرين) أي نزل به ملك كريم أمين ذو مكانة عند الله مطاع في الملا الاعلى (على قلبك) يا محمد سالما من الدنس والزيادة والنقص (لتكون من المنذرين) أي لتنذر به بأس الله ونقمته على من خالفه وكذبه وتبشر به المؤمنين المتبعين له. وقوله تعالى: (بلسان عربي مبين) أي هذا القرآن الذي أنزلناه إليك أنزلناه باللسان العربي الفصيح الكامل الشامل ليكون بينا واضحا ظاهرا قاطعا للعذر مقيما للحجة دليلا إلى المحجة. قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي حدثنا عباد بن عباد المهلبي عن موسى بن محمد عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في يوم دجن إذ قال لهم " كيف ترون بواسقها؟ " قالوا ما أحسنها وأشد تراكمها قال: " فكيف ترون قواعدها؟ " قالوا ما أحسنها وأشد تمكنها قال " فكيف ترون جريها "؟ قالوا ما أحسنه وأشد سواده قال " فكيف ترون رحاها استدارت؟ " قالوا ما أحسنها وأشد استدارتها قال: " فكيف ترون برقها أو ميض أم خفق أم يشق شقا؟ " قالوا بل يشق شقا؟ قال: " الحياء الحياء إن شاء الله " قال فقال رجل يا رسول الله بأبي وأمي ما أفصحك ما رأيت الذي هو أعرب منك قال فقال: حق لي وإنما أنزل القرآن بلساني والله يقول (بلسان عربي مبين) " وقال سفيان الثوري لم ينزل وحي إلا بالعربية ثم ترجم كل نبي لقومه واللسان يوم القيامة بالسريانية فمن دخل الجنة تكلم بالعربية رواه ابن أبي حاتم.
وإنه لفى زبر الأولين (196) أو لم يكن لهم آية يعلمه علماء بني إسرائيل (197) ولو نزلناه على بعض الأعجمين (198) فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين (199)
يقول تعالى: وإن ذكر هذا القرآن والتنويه به لموجود في كتب الأولين المأثورة عن أنبيائهم الذين بشروا به في قديم الدهر وحديثه كما أخذ الله عليهم الميثاق بذلك حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه بالبشارة بأحمد (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعد اسمه أحمد) والزبر ههنا هي الكتب جمع زبرة وكذلك الزبور وهو كتاب داود وقال الله تعالى (وكل شئ فعلوه في الزبر) أي مكتوب عليهم في صحف الملائكة ثم قال تعالى (أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل) أي أوليس يكفيهم من الشاهد الصادق على ذلك أن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكر هذا القرآن في كتبهم التي يدرسونها والمراد العدول منهم الذين يعترفون بما في أيديهم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ومبعثه وأمته كما أخبر بذلك من آمن منهم كعبد الله بن سلام وسلمان الفارسي عمن أدركه منهم ومن شاكلهم قال الله تعالى (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) الآية ثم قال تعالى مخبرا عن شدة كفر قريش وعنادهم لهذا القرآن أنه لو نزل على رجل من الأعاجم ممن لا يدري من العربية كلمة وأنزل عليه هذا الكتاب ببيانه وفصاحته لا يؤمنون به.
ولهذا قال (ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين) كما أخبر عنهم في الآية الأخرى (ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا) الآية وقال تعالى (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى) الآية وقال تعالى: (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون)
الآية.
كذلك سلكنه في قلوب المجرمين (200) لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم (201) فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست