responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 266
العرض على الجبار وحين يعرضون على النار وهم في غمرات عذاب الجحيم. وقوله ههنا " كلا إنها كلمة هو قائلها " كلا حرف ردع وزجر أي لا نجيبه إلى ما طلب ولا نقبل منه. وقوله تعالى " إنها كلمة هو قائلها " قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أي لا بد أن يقولها لا محالة كل محتضر ظالم، ويحتمل أن يكون ذلك علة لقوله كلا أي لأنها كلمة أي سؤاله الرجوع ليعمل صالحا هو كلام منه وقول لا عمل معه ولو رد لما عمل صالحا ولكان يكذب في مقالته هذه كما قال تعالى " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " قال قتادة: والله ما تمنى أن يرجع إلى أهل ولا إلى عشيرة ولا بأن يجمع الدنيا ويقضي الشهوات ولكن تمنى أن يرجع فيعمل بطاعة الله عز وجل فرحم الله امرأ عمل فيما يتمناه الكافر إذا رأى العذاب إلى النار، وقال محمد بن كعب القرظي " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت " قال فيقول الجبار " كلا إنها كلمة هو قائلها " وقال عمر بن عبد الله مولى غفرة: إذا قال الكافر " رب ارجعون لعلي أعمل صالحا " يقول الله تعالى كلا كذبت، وقال قتادة في قوله تعالى " حتى إذا جاء أحدهم الموت " قال كان العلاء بن زياد يقول: لينزلن أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت فاستقال ربه فأقاله فليعمل بطاعة الله تعالى. وقال قتادة: والله ما تمنى إلا أن يرجع فيعمل بطاعة الله فانظروا أمنية الكافر المفرط فاعملوا بها ولا قوة إلا بالله. وعن محمد بن كعب القرظي نحوه. وقال محمد بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أحمد بن يوسف حدثنا فضيل - يعني ابن عياض - عن ليث عن طلحة بن مصرف عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: إذا وضع - يعني الكافر - في قبره فيرى مقعده من النار قال فيقول رب ارجعون أتوب وأعمل صالحا قال فيقال قد عمرت ما كنت معمرا، قال فيضيق عليه قبره ويلتئم فهو كالمنهوش ينام ويفزع تهوي إليه هو أم الأرض وحياتها وعقاربها.
وقال أيضا حدثنا أبي حدثنا عمر بن علي حدثني سلمة بن تمام حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ويل لأهل المعاصي من أهل القبور تدخل عليهم في قبورهم حياة سود أو دهم، حية عند رأسه وحيه عند رجليه يقرصانه حتى يلتقيا في وسطه فذلك العذاب في البرزخ الذي قال الله تعالى " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ". وقال أبو صالح وغيره في قوله تعالى " ومن ورائهم " يعني أمامهم.
وقال مجاهد: البرزخ الحاجز ما بين الدنيا والآخرة. وقال محمد بن كعب: البرزخ ما بين الدنيا والآخرة ليسوا مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون ولا مع أهل الآخرة يجاوزون بأعمالهم. وقال أبو صخر: البرزخ المقابر لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة فهم مقيمون إلى يوم يبعثون. وفي قوله تعالى " ومن ورائهم برزخ " تهديد لهؤلاء المحتضرين من الظلمة بعذاب البرزخ كما قال تعالى " من ورائهم جهنم " وقال تعالى " ومن وراءه عذاب غليظ " وقوله تعالى " إلى يوم يبعثون " أي يستمر به العذاب إلى يوم البعث كما جاء في الحديث " فلا يزال معذبا فيها " أي في الأرض.
فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (101) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون (102)
ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون (103) تلفح وجوههم النار وهم فيها كلحون (104)
يخبر تعالى أنه إذا نفخ في الصور نفخة النشور، وقام الناس من القبور " فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " أي لا تنفع الأنساب يومئذ ولا يرثي والد لولده ولا يلوي عليه، قال الله تعالى " ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم " أي لا يسأل القريب عن قريبه وهو يبصره ولو كان عليه من الأوزار ما قد أثقل ظهره وهو كان أعز الناس عليه في الدنيا ما التفت إليه ولا حمل عنه وزن جناح بعوضة قال الله تعالى " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه " الآية وقال ابن مسعود: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم نادى مناد: ألا من كان له مظلمة فليجئ فليأخذ حقه - قال - فيفرح المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست