responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 162
زيد بن عمرو بن نفيل ويروى لامية بن أبي الصلت فيما ذكره ابن إسحاق.
وأنت الذي من فضل من ورحمة * بعثت إلى موسى رسولا مناديا فقلت له فاذهب وهارون فادعوا * إلى الله فرعون الذي كان باغيا فقولا له هل أنت سويت هذه * بلا وتد حتى استقلت كما هيا وقولا له أأنت رفعت هذه * بلا عمد أرفق إذن بك بانيا وقولا له أأنت سويت وسطها * منيرا إذا ما جنه الليل هاديا قولا له من يخرج الشمس بكرة * فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا وقولا له من ينبت الحب في الثرى * فيصبح منه البقل يهتز رابيا ويخرج منه حبه في رؤوسه * ففي ذاك آيات لمن كان واعيا وقوله عز وجل: قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى (45) قال لا تخافا إنني معكما أسمع وارى (46) قأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئنك بآية من ربك والسلم على من اتبع الهدى (47) إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى (48)
يقول تعالى إخبارا عن موسى وهارون عليهما السلام أنهما قالا مستجيرين بالله تعالى شاكيين إليه " إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى " يعنيان أن يبدر إليهما بعقوبة أو يعتدي عليهما فيعاقبهما وهما لا يستحقان منه ذلك. قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن يفرط يعجل وقال مجاهد يبسط علينا وقال الضحاك عن ابن عباس أو أن يطغى:
يعتدي " قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى " أي لا تخافا منه فإنني معكما أسمع كلامكما وكلامه وأرى مكانكما ومكانه لا يخفى علي من أمركم شئ واعلما أن ناصيته بيدي فلا يتكلم ولا يتنفس ولا يبطش إلا بإذني وبعد أمري وأنا معكما بحفظي ونصري وتأييدي وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال لما بعث الله عز وجل موسى إلى فرعون فقال رب أي شئ أقول قال قل هيا شراهيا قال الأعمش فسر ذلك أنا الحي قبل كل شئ والحي بعد كل شئ إسناده جيد وشئ غريب " فأتياه فقولا إنا رسولا ربك " قد تقدم في حديث الفتون عن ابن عباس أنه قال مكثا على بابه حينا لا يؤذن لهما حتى أذن لهما بعد حجاب شديد، وذكر محمد بن إسحاق بن يسار أن موسى وأخاه هارون خرجا فوقفا بباب فرعون يلتمسان الاذن عليه وهما يقولان إنا رسولا رب العالمين فآذنوا بنا هذا الرجل فمكثا فيما بلغني سنتين يغدوان ويروحان لا يعلم بهما ولا يجترئ أحد على أن يخبره بشأنهما حتى دخل عليه بطال له يلاعبه ويضحكه فقال له أيها الملك إن على بابك رجلا يقول قولا عجيبا يزعم أن له إلها غيرك أرسله إليك، قال ببابي؟ قال نعم قال أدخلوه فدخل ومعه أخوه هارون وفي يده عصا فلما وقف على فرعون قال إني رسول رب العالمين فعرفه فرعون، وذكر السدي أنه لما قدم بلاد مصر ضاف أمه وأخاه وهما لا يعرفانه وكان طعامهما ليلتئذ الطفيل وهو اللفت ثم عرفاه وسلما عليه فقال له موسى يا هارون إن ربي قد أمرني أن آتي هذا الرجل فرعون فأدعوه إلى الله وأمرك أن تعاونني قال افعل ما أمرك ربك فذهبا وكان ذلك ليلا فضرب موسى باب القصر بعصاه فسمع فرعون فغضب وقال من يجترئ على هذا الصنيع الشديد فأخبره السدنة والبوابون بأن ههنا رجلا مجنونا يقول إنه رسول الله فقال علي به فلما وقفا بين يديه قالا وقال لهما ما ذكر الله في كتابه وقوله " قد

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست