responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 155
أخي " وهذا أيضا سؤال من موسى عليه السلام في أمر خارجي عنه وهو مساعدة أخيه هارون له. قال الثوري عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: نبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى عليهما السلام وقال ابن أبي حاتم ذكر عن ابن نمير حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها خرجت فيما كانت تعتمر فنزلت ببعض الاعراب فسمعت رجلا يقول أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه؟ قالوا لا ندري قال أنا والله أدري؟ قالت فقلت في نفسي في حلفه لا يستثني إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه قال موسى حين سأل لأخيه النبوة فقلت صدق والله قلت ومن هذا قال الله تعالى في الثناء على موسى عليه السلام " وكان عند الله وجيها " وقوله " واشدد به أزري " قال مجاهد ظهري " وأشركه في أمري " أي في مشاورتي " كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا " قال مجاهد لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا، وقوله " إنك كنت بنا بصيرا " أي في اصطفائك لنا وإعطائك إيانا النبوة وبعثتك لنا إلى عدوك فرعون فلك الحمد على ذلك.
قال قد أوتيت سؤلك يا موسى (36) ولقد مننا عليك مرة أخرى (37) إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى (38) أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فيلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني (39) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتنك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى (40)
هذا إجابة من الله لرسوله موسى عليه السلام فيما سأل من ربه عز وجل وتذكير له بنعمه السالفة عليه فيما كان من أمر أمه حين كانت ترضعه وتحذر عليه من فرعون وملئه أن يقتلوه لأنه كان قد ولد في السنة التي يقتلون فيها الغلمان فاتخذت له تابوتا فكانت ترضعه ثم تضعه فيه وترسله في البحر وهو النيل وتمسكه إلى منزلها بحبل فذهبت مرة لتربط الحبل فانفلت منها وذهب به البحر فحصل لها من الغم والهم ما ذكره الله عنها في قوله " وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كانت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها " فذهب به البحر إلى دار فرعون " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا " أي قدرا مقدورا من الله حيث كانوا هم يقتلون الغلمان من بني إسرائيل حذرا من وجود موسى فحكم الله وله السلطان العظيم والقدرة التامة أن لا يربى إلا على فراش فرعون ويغذى بطعامه وشرابه مع محبته وزوجته له هذا إجابة من الله وشرابه مع محبته وزوجته له ولهذا قال الله تعالى " يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني " أي عند عدوك جعلته يحبك قال سلمة بن كهيل وألقيت عليك محبة مني قال حببتك إلى عبادي " ولتصنع على عيني " قال أبو عمران الجوني تربى بعين الله وقال قتادة تغذى على عيني وقال معمر بن المثنى " ولتصنع على عيني " بحيث أرى وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يعني أجعله في بيت الملك ينعم ويترف وغذاؤه عندهم غذاء الملك فتلك الصنعة. وقوله " إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها " وذلك أنه لما استقر عند آل فرعون عرضوا عليه المراضع فأباها قال الله تعالى " وحرمنا عليه المراضع من قبل " فجاءت أخته وقالت " هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون " تعني هل أدلكم على من يرضعه لكم بالاجرة فذهبت به وهم معها إلى أمه فعرضت عليه ثديها فقبله ففرحوا بذلك فرحا شديدا واستأجروها على إرضاعه فنالها بسببه سعادة ورفعة وراحة في الدنيا وفي الآخرة أعظم وأجزل، ولهذا جاء في الحديث " مثل الصانع الذي يحتسب في صنعته الخير كمثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها " وقال تعالى ههنا " فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن " أي عليك " وقتلت نفسا " يعني القبطي " فنجيناك من الغم " وهو ما حصل له بسبب عزم آل فرعون على قتله ففر منهم هاربا حتى ورد ماء مدين وقال له ذلك الرجل الصالح " لا تخف نجوت من القوم

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست