responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 118
ويزيد بن هارون كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله " يرثني ويرث من آل يعقوب " قال:
يرث ما بي من يرث من آل يعقوب النبوة وهذا اختيار ابن جرير في تفسيره وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يرحم الله زكريا وما كان عليه من وراثة ماله ويرحم الله لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد ".
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب حدثنا جابر بن نوح عن مبارك هو ابن فضالة عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رحم الله أخي زكريا ما كان عليه من وراثة ماله حين قال " هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " وهذه مرسلات لا تعارض الصحاح والله أعلم، وقوله " واجعله رب رضيا " أي مرضيا عندك وعند خلقك تحبه وتحببه إلى خلقك في دينه وخلقه.
يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا (7)
هذا الكلام يتضمن محذوفا وهو أنه أجيب إلى ما سأل في دعائه فقيل له " يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى " كما قال تعالى " هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين " وقوله " لم نجعل له من قبل سميا ". قال قتادة وابن جريج وابن زيد: أي لم يسم أحد قبله بهذا الاسم واختاره ابن جرير رحمه الله وقال مجاهد " لم نجعل له من قبل سميا " أي شبيها أخذه من معنى قوله " فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا " أي شبيها وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي لم تلد العواقر قبله مثله وهذا دليل على أن زكريا عليه السلام كان لا يولد له وكذلك امرأته كانت عاقرا من أول عمرها بخلاف إبراهيم وسارة عليهما السلام فإنهما إنما تعجبا من البشارة بإسحاق لكبرهما لا لعقرهما ولهذا قال " أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون " مع أنه كان قد ولد له قبله إسماعيل بثلاث عشرة سنة وقالت امرأته " يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشئ عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ".
قال رب أنى يكون لي غلم وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا (8) قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا (9)
هذا تعجب من زكريا عليه السلام حين أجيب إلى ما سأل وبشر بالولد ففرح فرحا شديدا وسأل عن كيفية ما يولد له والوجه الذي يأتيه منه الولد مع أن امرأته كانت عاقرا لم تلد من أول عمرها مع كبرها ومع أنه قد كبر وعتا أي عسا عظمه ونحل ولم يبق فيه لقاح ولا جماع والعرب تقول للعود إذا يبس عتيا يعتو عتيا وعتوا وعسا يعسو عسوا وعسيا، وقال مجاهد: عتيا يعني قحول العظم وقال ابن عباس وغيره: عتيا يعني الكبر والظاهر أنه أخص من الكبر وقال ابن جرير: حدثنا يعقوب حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال لقد علمت السنة كلها غير أني لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا؟ ولا أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف " وقد بلغت من الكبر عتيا " أو عسيا، ورواه الإمام أحمد عن شريح بن النعمان وأبو داود عن زياد بن أيوب كلاهما عن هشيم به " قال " أي الملك مجيبا لزكريا عما استعجب منه " كذلك قال ربك هو علي هين " أي إيجاد الولد منك ومن زوجتك هذه لا من غيرها " هين " أي يسير سهل على الله ثم ذكر له ما هو أعجب مما سأل عنه فقال " وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا " كما قال تعالى " هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ".


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 3  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست