responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 89
وفي كتابهم: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر وليس القتال مشروعا في ملتهم ولهذا قال تعالى " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " أي يوجد فيهم القسيسون وهم خطباؤهم وعلماؤهم واحدهم قسيس وقس أيضا وقد يجمع على قسوس والرهبان جمع راهب وهو العابد مشتق من الرهبة وهي الخوف كراكب وركبان وفارس وفرسان قال ابن جرير وقد يكون الرهبان واحدا وجمعه رهابين مثل قربان وقرابين وجرذان وجراذين. وقد يجمع على رهابنة ومن الدليل على أن يكون عند العرب واحدا قول الشاعر:
لو عاينت رهبان دير في القلل * لانحدر الرهبان يمشي ونزل وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا بشر بن آدم حدثنا نصير ابن أبي الأشعث حدثني الصلت الدهان عن جاثمة بن رئاب قال سألت سلمان عن قول الله تعالى " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا " فقال دع القسيسين في البيع والخرب أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم " ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا ". وكذا رواه ابن مردويه من طريق يحيى بن عبد الحميد الخاني عن نضير بن زياد الطائي عن صلت الدهان عن جاثمة بن رئاب عن سلمان به وقال ابن أبي حاتم ذكره أبي حدثنا يحيى بن عبد الحميد الخاني حدثنا نضير بن زياد الطائي حدثنا صلت الدهان عن جاثمة بن رئاب قال سمعت سلمان وسئل عن قوله " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا " فقال هم الرهبان الذين هم في الصوامع والخرب فدعوهم فيها قال سلمان: وقرأت على النبي صلى الله عليه وسلم " ذلك بأن منهم قسيسين فأقرأني ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا " فقوله: " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " تضمن وصفهم بأن فيهم العلم والعبادة والتواضع ثم وصفهم بالانقياد للحق وأتباعه والانصاف فقال " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق " أي مما عندهم من البشارة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم يقولون " ربنا آمنا فاكتبا مع الشاهدين " أي مع من يشهد بصحة هذا ويؤمن به. وقد روى النسائي عن عمرو بن علي الفلاس عن عمر بن علي بن مقدم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت هذه الآية في النجاشي وفي أصحابه " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ". وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم في مستدركه عن طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله " فاكتبنا مع الشاهدين " أي مع محمد صلى الله عليه وسلم وأمته هم الشاهدون يشهدون لنبيهم صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ وللرسل أنهم قد بلغوا ثم قال الحاكم صحيح الاسناد ولم يخرجاه وقال الطبراني حدثنا أبو شبيل عبد الله بن عبد الرحمن بن واقد حدثنا أبي حدثنا العباس بن الفضل عن عبد الجبار بن نافع الضبي عن قتادة وجعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالى " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع " قال إنهم كانوا كرابين يعنى فلاحين قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم القرآن آمنوا وفاضت أعينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لعلكم إذا رجعتم إلى أرضكم انتقلتم إلى دينكم " فقالوا: لن ننتقل عن ديننا فأنزل الله ذلك من قولهم " وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين " وهذا الصنف من النصارى هم المذكورون في قوله تعالى " وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله " الآية وهم الذين قال الله فيهم " الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين " إلى قوله " لا نبتغي الجاهلين ". ولهذا قال تعالى ههنا " فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار " أي فجازاهم على إيمانهم وتصديقهم واعترافهم بالحق " جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها " أي ماكثين فيها أبدا لا يحولون ولا يزولون " وذلك جزاء المحسنين " أي في اتباعهم الحق وانقيادهم له حيث كان وأين كان ومع من كان ثم أخبر عن حال الأشقياء فقال: " والذين كفروا وكذبوا بآياتنا " أي جحدوا بها وخالفوها أولئك أصحاب الجحيم " أي هم أهلها والداخلون فيها.


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست