responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 614
رجال ذوو منعة فقالوا يا رسول الله لو أذن الله لنا لانتصرنا من هؤلاء الكلاب فنزلت هذه الآية ثم نسخ ذلك بالجهاد.
وقال محمد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال نزلت سورة النحل كلها بمكة وهي مكية إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة بعد أحد حين قتل حمزة رضي الله عنه ومثل به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لئن أظهرني الله عليهم لأمثلن بثلاثين رجلا منهم " فلما سمع المسلمون ذلك قالوا والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط فأنزل الله " إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " إلى آخر السورة وهذا مرسل وفيه رجل مبهم لم يسم وقد روي هذا من وجه آخر متصل فقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا الحسن بن يحيى حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا صالح المري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حين استشهد فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه أو قال لقلبه فنظر إليه وقد مثل به فقال " رحمة الله عليك إن كنت ما علمتك إلا وصولا للرحم فعولا للخيرات والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن بسبعين كمثلتك " فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه السورة وقرأ " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " إلى آخر الآية فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني عن يمينه وأمسك عن ذلك وهذا إسناد فيه ضعف لان صالحا هو ابن بشير المري ضعيف عند الأئمة وقال البخاري هو منكر الحديث وقال الشعبي وابن جريج نزلت في قول المسلمين يوم أحد فيمن مثل بهم لنمثلن بهم فأنزل الله فيهم ذلك وقال عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه حدثنا هدبة بن عبد الوهاب المروزي حدثنا الفضل بن موسى حدثنا عيسى بن عبيد عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار ستون رجلا ومن المهاجرين ستة فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لنمثلن بهم. فلما كان يوم الفتح قال رجل لا تعرف قريش بعد اليوم فنادى مناد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمن الأسود والأبيض إلا فلانا وفلانا - ناسا سماهم - فأنزل الله تبارك وتعالى " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " إلى آخر السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نصبر ولا نعاقب " وهذه الآية الكريمة لها أمثال في القران فإنها مشتملة على مشروعية العدل والندب إلى الفضل كما في قوله " وجزاء سيئة سيئة مثلها " ثم قال " فمن عفا وأصلح فأجره على الله " الآية.
وقال " والجروح قصاص " ثم قال " فمن تصدق به فهو كفارة له " وقال في هذه الآية " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " ثم قال " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين " وقوله تعالى " واصبر وما صبرك إلا بالله " تأكيد للامر بالصبر وإخبار بأن ذلك لا ينال إلا بمشيئة الله وإعانته وحوله وقوته، ثم قال تعالى " ولا تحزن عليهم " أي على من خالفك فإن الله قدر ذلك " ولا تك في ضيق " أي غم " مما يمكرون " أي مما يجهدون أنفسهم في عداوتك وإيصال الشر إليك فإن الله كافيك وناصرك ومؤيدك ومظهرك ومظفرك بهم وقوله " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " أي معهم بتأييده ونصره ومعونته وهديه وسعيه وهذه معية خاصة كقوله " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا " وقوله لموسى وهرون " لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى " وقول النبي صلى الله عليه وسلم للصديق وهما في الغار " لا تحزن إن الله معنا " وأما المعية العامة فبالسمع والبصر والعلم كقوله تعالى " وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير " وكقوله تعالى " ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا " وكما قال تعالى " وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا " الآية، ومعنى " الذين اتقوا " أي تركوا المحرمات " الذين هم محسنون " أي فعلوا الطاعات فهؤلاء الله يحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ويؤيدهم ويظفرهم على أعدائهم ومخالفيهم وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا محمد بن بشار ثنا أبو

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 614
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست