responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 482
الناجية كما جاء في الحديث المروي في المسانيد والسنن من طرق يشد بعضها بعضا " إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة وأن النصارى افترقت على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة " قالوا: ومن هم يا رسول لله؟ قال " ما أنا عليه وأصحابي " رواه الحاكم في مستدركه بهذه الزيادة وقال عطاء " ولا يزالون مختلفين " يعني اليهود والنصارى والمجوس " إلا من رحم ربك " يعني الحنيفية وقال قتادة: أهل رحمة الله أهل الجماعة وإن تفرقت ديارهم وأبدانهم وأهل معصيته أهل فرقة وإن اجتمعت ديارهم وأبدانهم وقوله " ولذلك خلقهم " قال الحسن البصري في رواية عنه وللاختلاف خلقهم وقال مكي بن أبي طلحة عن ابن عباس: خلقهم فريقين كقوله " فمنهم شقي وسعيد وقيل للرحمة خلقهم قال ابن وهب: أخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن طاوس أن رجلين اختصما إليه فأكثرا فقال طاوس اختلفتما وأكثرتما فقال أحد الرجلين لذلك خلقنا فقال طاوس كذبت فقال أليس الله يقول " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " قال لم يخلقهم ليختلفوا ولكن خلقهم للجماعة والرحمة كما قال الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: للرحمة خلقهم ولم يخلقهم للعذاب وكذا قال مجاهد والضحاك وقتادة ويرجع معنى هذا القول إلى قوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " وقيل بل المراد وللرحمة والاختلاف خلقهم كما قال الحسن البصري في رواية عنه في قوله " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " قال الناس مختلفون على أديان شتى " إلا من رحم ربك " فمن رحم ربك غير مختلف فقيل له لذلك خلقهم قال خلق هؤلاء لجنته وخلق هؤلاء لناره وخلق هؤلاء لعذابه وكذا قال عطاء بن أبي رباح والأعمش وقال ابن وهب سألت مالكا عن قوله تعالى " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " قال فريق في الجنة وفريق في السعير وقد اختار هذا القول ابن جرير وأبو عبيد الفراء وعن مالك فيما روينا عنه من التفسير " ولذلك خلقهم " قال للرحمة وقال قوم للاختلاف وقوله " وتمت كلمة ربك لا ملان جهنم من الجنة والناس أجمعين " يخبر تعالى أنه قد سبق في قضائه وقدره لعلمه التام وحكمته النافذة أن ممن خلقه من يستحق الجنة ومنهم من يستحق النار وأنه لا بد أن يملا جهنم من هذين الثقلين الجن والإنس وله الحجة البالغة والحكمة التامة. وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اختصمت الجنة والنار فقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين فقال الله عز وجل للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء وقال للنار أنت عذابي أنتقم بك ممن أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها فأما الجنة فلا يزال فيها فضل حتى ينشئ الله لها خلقا يسكن فضل الجنة وأما النار فلا تزال تقول هل من مزيد حتى يضع عليها رب العزة قدمه فتقول قط قط وعزتك ".
وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين (120)
يقول تعالى وكل اخبار نقصها عليك من أنباء الرسل المتقدمين من قبلك مع أممهم وكيف جرى لهم من المحاجات والخصومات وما احتمله الأنبياء من التكذيب والأذى وكيف نصر الله حزبه المؤمنين وخذل أعداءه الكافرين كل هذا مما نثبت به فؤادك أي قلبك يا محمد ليكون لك بمن مضى من إخوانك المرسلين أسوة وقوله " وجاءك في هذه الحق " أي هذه السورة قاله ابن عباس ومجاهد وجماعة من بالسلف وعن الحسن في رواية عنه وقتادة في هذه الدنيا والصحيح في هذه السورة المشتملة على قصص الأنبياء وكيف أنجاهم الله والمؤمنين بهم وأهلك الكافرين جاءك فيها قصص حق ونبأ صدق وموعظة يرتدع بها الكافرون وذكرى يتذكر بها المؤمنون.
وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون (121) وانتظروا إنا منتظرون (122)


نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست