responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 408
فدمعت عيناي رحمة لها من النار وإني كنت نهيتكم عن ثلاث: نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها لتذكركم زيارتها خيرا ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وأمسكوا ما شئتم ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية فاشربوا في أي وعاء شئتم ولا تشربوا مسكرا ". وروى ابن جرير من حديث علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى رسم قبر فجلس إليه فجعل يخاطب ثم قام مستعبرا فقلنا يا رسول الله إنا رأينا ما صنعت. قال " إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي " فما رئي باكيا أكثر من يومئذ. وقال ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا أبي حدثنا خالد بن خداش حدثنا عبد الله بن وهب عن ابن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فاتبعناه فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فبكينا لبكائه ثم قام فقام إليه عمر بن الخطاب فدعاه ثم دعانا فقال " ما أبكاكم؟ " فقلنا بكينا لبكائك. قال " إن القبر الذي جلست عنده قبر آمنة وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي " ثم أورده من وجه آخر ثم ذكر من حديث ابن مسعود قريبا. وفيه " وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي وأنزل علي " ما كان للنبي والذين آمنوا " الآية. فأخذني ما يأخذ الولد للوالد. وكنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة ".
" حديث أخر " في معناه قال الطبراني: حدثنا محمد بن علي المروزي حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزوة تبوك واعتمر فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن " استندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم " فذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلا ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه وقالوا ما بكى نبي الله بهذا المكان إلا وقد أحدث الله في أمته شيئا لا تطيقه فلما بكى هؤلاء قام فرجع إليهم فقال " ما يبكيكم؟ " قالوا يا نبي الله بكينا لبكائك فقلنا لعله أحدث في أمتك شئ لا تطيقه قال " لا وقد كان بعضه ولكن نزلت على قبر أمي فسألت الله أن يأذن لي في شفاعتها يوم القيامة فأبى الله أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت ثم جاءني جبريل فقال " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه " فتبرأ أنت من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه فرحمتها وهي أمي ودعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين: دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع الله عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأبى الله أن يرفع عنهم القتل والهرج " وإنما عدل إلى قبر أمه لأنها كانت مدفونة تحت كداء وكانت عسفان لهم وهذا حديث غريب وسياق عجيب وأغرب منه وأشد نكارة ما رواه الخطيب البغدادي في كتاب السابق واللاحق بسند مجهول عن عائشة في حديث فيه قصة أن الله أحيا أمه فآمنت ثم عادت وكذلك ما رواه السهيلي في الروض بسند فيه جماعة مجهولون: أن الله أحيا له أباه وأمه فآمنا به. وقد قال الحافظ ابن دحية في هذا الاستدلال بما حاصله أن هذه حياة جديدة كما رجعت الشمس بعد غيبوبتها وصلى علي العصر قال الطحاوي وهو حديث ثابت يعني حديث الشمس قال القرطبي فليس إحياؤهما يمتنع عقلا ولا شرعا قال وقد سمعت أن الله أحيا عمه أبا طالب فآمن به " قلت " وهذا كله متوقف على صحة الحديث فإذا صح فلا مانع منه والله أعلم. وقال العوفي عن ابن عباس في قوله " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين " الآية. أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يستغفر لامه فنهاه الله عز وجل عن ذلك فقال " إن إبراهيم خليل الله صلى الله عليه وسلم قد استغفر لأبيه " فأنزل الله " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه " الآية وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية: كانوا يستغفرون لهم حتى نزلت هذه الآية فأمسكوا عن الاستغفار لأمواتهم ولم ينهوا أن يستغفروا للاحياء حتى يموتوا ثم أنزل الله " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه " الآية. وقال قتادة في الآية ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا يا نبي الله إن من آبائنا من كان يحسن الجوار ويصل

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست