responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 246
حريص على أن لا أقول على الله إلا الحق وقرأ آخرون من أهل المدينة حقيق على بمعنى واجب وحق على ذلك أن لا أخبر عنه إلا بما هو حق وصدق لما أعلم من جلاله وعظيم شأنه " قد جئتكم ببينة من ربكم " أي بحجة قاطعة من الله أعطانيها دليلا على صدقي فيما جئتكم به " فأرسل معي بني إسرائيل " أي أطلقهم من أسرك وقهرك ودعهم وعبادة ربك وربهم فإنهم من سلالة نبي كريم إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن " قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين " أي قال فرعون لست بمصدقك فيما قلت ولا بمطيعك فيما طلبت فإن كانت معك حجة فأظهرها لنراها إن كنت صادقا فيما ادعيت.
فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين (107) ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين (108)
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله " ثعبان مبين " الحية الذكر وكذا قال السدي والضحاك وفي حديث الفتون من رواية يزيد بن هارون بن الأصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " فألقى عصاه " فتحولت حية عظيمة فاغرة فاها مسرعة إلى فرعون فلما رآها فرعون أنها قاصدة إليه اقتحم عن سريره واستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل وقال قتادة: تحولت حية عظيمة مثل المدينة. وقال السدي في قوله " فإذا هي ثعبان مبين " الثعبان الذكر من الحيات فاتحة فاها واضعة لحيها الأسفل في الأرض والآخر على سور القصر ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب وأحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح يا موسى خذها وأنا أو من بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذها موسى عليه السلام فعادت عصا وروي عن عكرمة عن ابن عباس نحو هذا وقال وهب بن منبه لما دخل موسى على فرعون قال له فرعون أعرفك قال نعم قال " ألم نربك فينا وليدا " قال فرد إليه موسى الذي رد فقال فرعون خذوه فبادر موسى " فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين " فحملت على الناس فانهزموا منها فمات منهم خمسة وعشرون ألفا قتل بعضهم بعضا وقام فرعون منهزما حتى دخل البيت. رواه ابن جرير والإمام أحمد في كتابه الزهد وابن أبي حاتم وفيه غرابة في سياقه والله أعلم وقوله " ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين " أي أخرج يده من درعه بعد ما أدخلها فيه فإذا هي بيضاء تتلألأ من غير برص ولا مرض كما قال تعالى " وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء " الآية وقال ابن عباس في حديث الفتون من غير سوء يعني من غير برص ثم أعادها إلى كمه فعادت إلى لونها الأول وكذا قال مجاهد وغير واحد.
قال الملا من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم (109) يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون (110)
أي قال الملا وهم الجمهور والسادة من قوم فرعون موافقين لقول فرعون فيه بعد ما رجع إليه روعه واستقر على سرير مملكته بعد ذلك قال للملا حوله " إن هذا لساحر عليم " فوافقوه وقالوا كمقالته وتشاوروا في أمره كيف يصنعون في أمره وكيف تكون حيلتهم في إطفاء نوره وإخماد كلمته وظهور كذبه وافترائه وتخوفوا أن يستميل الناس بسحره فيما يعتقدون فيكون ذلك سببا لظهوره عليهم إخراجه إياهم من أرضهم والذي خافوا منه وقعوا فيه كما قال تعالى " ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " فلما تشاوروا في شأنه وائتمروا بما فيه اتفق رأيهم على ما حكاه الله تعالى عنهم في قوله تعالى.
قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين (111) يأتوك بكل ساحر عليم (112)
قال ابن عباس " أرجه " أخره وقال قتادة احبسه " وأرسل " أي ابعث " في المدائن " أي في الأقاليم ومدائن ملكك " حاشرين " أي من يحشر لك السحرة من سائر البلاد ويجمعهم وقد كان السحر في زمانهم غالبا كثيرا ظاهرا وأعتقد من اعتقد منهم وأوهم من أوهم منهم أن ما جاء موسى به عليه السلام من قبيل ما تشعبذه سحرتهم فلهذا جمعوا له السحرة ليعارضوه بنظير ما أراهم من البينات كما أخبر تعالى عن فرعون حيث قال " أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست