responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 199
حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سفيان بن حسين عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث " ثم تلا " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " حتى فرغ من ثلاث آيات ثم قال " ومن وفى بهن فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء أخذه وإن شاء عفا عنه ".
ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شئ وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (154)
وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون (155)
قال ابن جرير " ثم آتينا موسى الكتاب " تقديره ثم قل يا محمد مخبرا عنا أنا آتينا موسى الكتاب بدلالة قوله " قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم " قلت وفي هذا نظر و " ثم " ههنا إنما هي لعطف الخبر بعد الخبر لا للترتيب ههنا كما قال الشاعر:
قل لمن ساد ثم ساد أبوه * ثم قد ساد قبل ذلك جده وههنا لما أخبر الله سبحانه عن القرآن بقوله " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه " عطف بمدح التوراة ورسولها فقال " ثم آتينا موسى الكتاب " وكثيرا ما يقرن سبحانه بين ذكر القرآن والتوراة كقوله تعالى " ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسان عربيا " وقوله أول هذه السورة " قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا " الآية. وبعدها " وهذا كتاب أنزلناه مبارك " الآية. وقال تعالى مخبرا عن المشركين " فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى " قال تعالى " أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون " وقال تعالى مخبرا عن الجن أنهم قالوا " يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق " الآية وقوله تعالى " تماما على الذي أحسن وتفصيلا " أي آتيناه الكتاب الذي أنزلناه إليه تمام كاملا جامعا لما يحتاج إليه في شريعته كقوله " وكتبنا له في الألواح من كل شئ " الآية. وقوله تعالى " على الذي أحسن " أي جزاء على إحسانه في العمل وقيامه بأوامرنا وطاعتنا كقوله " هل جزاء الاحسان إلا الاحسان " وكقوله " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما " وكقوله " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس " ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن " يقول أحسن فيما أعطاه الله وقال قتادة من أحسن في الدنيا تمم له ذلك في الآخرة واختار ابن جرير أن تقديره " ثم آتينا موسى الكتاب تماما " على إحسانه فكأنه جعل الذي مصدرية كما قيل في قوله تعالى " وخضتم كالذي خاضوا " أي كخوضهم وقال ابن رواحة.
وثبت الله ما آتاك من حسن * في المرسلين ونصرا كالذي نصروا وقال آخرون الذي ههنا بمعنى الذين قال ابن جرير وذكر عبد الله بن مسعود أنه كان يقرؤها تماما على الذين أحسنوا وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد تماما على الذي أحسن قال على المؤمنين والمحسنين وكذا قال أبو عبيدة وقال البغوي المحسنون الأنبياء والمؤمنون. يعني أظهرنا فضله عليهم قلت كقوله تعالى " قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي " ولا يلزم اصطفاؤه على محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والخليل عليهما السلام لأدلة أخرى. قال ابن جرير: وروى أبو عمرو بن العلاء عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرؤها تماما على الذي أحسن رفعا بتأويل على الذي هو أحسن ثم قال وهذه قراءة لا أستجيز القراءة بها وإن كان لها في العربية وجه صحيح وقيل

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست