responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 255
كل مجاهد في سبيل الله كما قال تعالى " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله؟ فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " ولما حمل هشام بن عامر بين الصفين أنكر عليه بعض الناس فرد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة وغيرهما وتلوا هذه الآية " ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ".
يا أيها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (208) فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا إن الله عزيز حكيم (209)
يقول الله تعالى آمرا عباده المؤمنين به المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الاسلام وشرائعه والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك. قال العوفي عن ابن عباس ومجاهد وطاوس والضحاك وعكرمة وقتادة والسدي وابن زيد في قوله " ادخلوا في السلم " يعني الاسلام. وقال الضحاك عن ابن عباس وأبو العالية والربيع بن أنس " ادخلوا في السلم " يعني الطاعة. وقال قتادة أيضا الموادعة وقوله " كافة " قال ابن عباس ومجاهد وأبو العالية وعكرمة والربيع بن أنس والسدي ومقاتل بن حيان وقتادة والضحاك جميعا وقال مجاهد أي اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر.
وزعم عكرمة أنها نزلت في نفر ممن أسلم من اليهود وغيرهم كعبد الله بن سلام وأسد بن عبيد وثعلبة وطائفة استأذنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أن يسبتوا وأن يقوموا بالتوراة ليلا فأمرهم الله بإقامة شعائر الاسلام والاشتغال بها عما عداها وفي ذكر عبد الله بن سلام مع هؤلاء نظر إذ يبعد أن يستأذن في إقامة السبت وهو مع تمام إيمانه يتحقق نسخه ورفعه وبطلانه والتعويض عنه بأعياد الاسلام.
ومن المفسرين من يجعل قوله " كافة " حالا من الداخلين أي ادخلوا في الاسلام كلكم والصحيح الأول وهو أنهم أمروا كلهم أن يعملوا بجميع شعب الايمان وشرائع الاسلام وهي كثيرة جدا ما استطاعوا منها كما قال ابن أبي حاتم: أخبرنا علي بن الحسين أخبرنا أحمد بن الصباح أخبرني الهيثم بن يمان حدثنا إسماعيل بن زكريا حدثني محمد بن عون عن عكرمة عن ابن عباس " يا أيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة " كذا قرأها بالنصب يعني مؤمني أهل الكتاب فإنهم كانوا مع الايمان مستمسكين ببعض أمور التوراة والشرائع التي أنزلت فيهم فقال الله " ادخلوا في السلم كافة " يقول ادخلوا في شرائع دين محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا تدعوا منها شيئا وحسبكم الايمان بالتوراة وما فيها. وقوله " ولا تتبعوا خطوات الشيطان " أي اعملوا بالطاعات واجتنبوا ما يأمركم به الشيطان ف‌ " إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " و " إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " ولهذا قال " إنه لكم عدو مبين " قال مطرف: أغش عباد الله لعبيد الله الشيطان؟ وقوله " فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات " أي عدلتم عن الحق بعدما قامت عليكم الحجج فاعلموا أن الله عزيز أي في انتقامه لا يفوته هارب ولا يغلبه غالب حكيم في أحكامه ونقضه وإبرامه ولهذا قال أبو العالية وقتادة والربيع بن أنس: عزيز في نقمته حكيم في أمره وقال محمد بن إسحاق: العزيز في نصره ممن كفر به إذا شاء الحكيم في عذره وحجته إلى عباده.
هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر وإلى الله ترجع الأمور (210)
يقول تعالى مهددا للكافرين بمحمد صلوات الله وسلامه عليه " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة " يعني يوم القيامة لفصل القضاء بين الأولين والآخرين فيجزي كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست