نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 9 صفحه : 260
وعنه أيضا مسيرة شهر. وقال مالك [بن أنس] [1] رضي الله عنه: إنما أوصل ريحه من أوصل عرش بلقيس قبل أن يرتد إلى سليمان عليه السلام طرفه. وقال مجاهد: هبت ريح فصفقت [2] القميص فراحت روائح الجنة في الدنيا واتصلت بيعقوب، فوجد ريح الجنة فعلم أنه ليس في الدنيا من ريح الجنة إلا ما كان من ذلك القميص، فعند ذلك قال: " إني لأجد " أي أشم، فهو وجود بحاسة الشم. (لولا أن تفندون) قال ابن عباس ومجاهد: لولا أن تسفهون، ومنه قول النابغة: إلا سليمان إذ قال المليك له * قم في البرية فاحددها عن الفند أي عن السفه. وقال سعيد بن جبير والضحاك: لولا أن تكذبون. والفند الكذب. وقد أفند إفنادا كذب، ومنه قول الشاعر: هل في افتخار الكريم من أود * أم هل لقول الصدوق من فند أي من كذب. وقيل: لولا أن تقبحون، قاله أبو عمرو، والتفنيد التقبيح، قال الشاعر: يا صاحبي دعا لومي وتفنيدي * فليس ما فات من أمري بمردود وقال ابن الأعرابي: " لولا أن تفندون " لولا أن تضعفوا رأي، وقاله ابن إسحاق. والفند ضعف الرأي من كبر. وقول رابع: تضللون، قاله أبو عبيدة. وقال الأخفش: تلوموني، والتفنيد اللوم وتضعيف الرأي. وقال الحسن وقتادة ومجاهد أيضا: تهرمون، وكله متقارب المعنى، وهو راجع إلى التعجيز وتضعيف الرأي، يقال: فنده تفنيدا إذا أعجزه، كما قال: أهلكني باللوم والتفنيد ويقال: أفند إذا تكلم بالخطأ، والفند الخطأ في الكلام والرأي، كما قال النابغة: فاحددها عن الفند أي امنعها عن الفساد في العقل، ومن ذلك قيل: اللوم تفنيد، قال الشاعر: يا عاذلي دعا الملام وأقصرا * طال الهوى وأطلتما التفنيدا
[1] من و وى. [2] صفقت الريح الشئ وصفقته إذا قلبته يمينا وشمالا ورددته. [3] شبه الشاعر النعمان بسيدنا سليمان عليه السلام لعظم ملكه، وقبل البيت: ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه * ولا أحاشى من الأقوام من أحد ويروى: فارددها. واحددها: احبسها. والفند أيضا الخطأ في الرأي. والظلم أيضا. [4] أود: عوج.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 9 صفحه : 260