نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 9 صفحه : 190
حديثا ". وقيل: إنها كانت رؤيا كذب سألاه عنها تجريبا، وهذا قول ابن مسعود والسدي. وقيل: إن المصلوب منهما كان كاذبا، والآخر صادقا، قاله أبو مجلز. وروى الترمذي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: " من تحلم كاذبا كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين [ولن يعقد [1] بينهما] ". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وعن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كذب في حلمه كلف يوم القيامة عقد شعيرة ". قال: حديث حسن. قال ابن عباس: لما رأيا رؤياهما أصبحا مكروبين، فقال لهما يوسف: مالي أراكما مكروبين؟ قالا: يا سيدنا! إنا رأينا ما كرهنا، قال: فقصا علي، فقصا عليه، قالا: نبئنا بتأويل ما رأينا، وهذا يدل على أنها كانت رؤيا منام. (إنا نراك من المحسنين) فإحسانه، أنه كان يعود المرضى ويداويهم، ويعزي الحزاني، قال الضحاك: كان إذا مرض الرجل من أهل السجن قام به، وإذا ضاق وسع له، وإذا احتاج جمع له، وسأل له. وقيل: " من المحسنين " أي العالمين الذين أحسنوا العلم، قاله الفراء. وقال ابن إسحاق: " من المحسنين " لنا إن فسرته، كما يقول: افعل كذا وأنت محسن. قال: فما رأيتما؟ قال الخباز: رأيت كأني اختبزت في ثلاث تنانير، وجعلته في ثلاث سلال، فوضعته على رأسي فجاء الطير فأكل منه. وقال الآخر: رأيت كأني أخذت عناقيد من عنب أبيض، فعصرتهن في ثلاث أوان، ثم صفيته فسقيت الملك كعادتي فيما مضى، فذلك قوله: " إني أراني أعصر خمرا " أي عنبا، بلغة عمان، قاله الضحاك. وقرأ ابن مسعود: " إني أراني أعصر عنبا ". وقال الأصمعي: أخبرني المعتمر بن سليمان أنه لقي أعرابيا ومعه عنب فقال له: ما معك؟ قال: خمر. وقيل: معنى. " أعصر خمرا " أي عنب، فحذف المضاف. ويقال خمرة وخمر وخمور، مثل تمرة وتمر وتمور. " قال " لهما يوسف: (لا يأتيكما طعام
[1] الزيادة عن صحيح الترمذي، قال شارحه: لما تبعته نظري ظهر إلى أن المخبر بما لم ير عقد من الكلام عقدا باطلا لم يشعر به. أي لم يعلمه، فقيل له: اعقد بين شعيرتين ولا ينعقد له ذلك أبدا، عقوبة لعقده بين كلمات لم يكن منها شئ، لتكون العقوبة من جنس المعصية.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 9 صفحه : 190