responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 8  صفحه : 306
قوله تعالى: (أكان للناس عجبا) استفهام معناه التقرير والتوبيخ. " وعجبا " خبر كان، واسمها (أن أوحينا) وهو في موضع رفع، أي كان إيحاؤنا عجبا للناس. وفي قراءة عبد الله " عجب " على أنه اسم كان. والخبر " أن أوحينا ". (إلى رجل منهم) قرئ " رجل " بإسكان الجيم. وسبب النزول فيما روي عن ابن عباس أن الكفار قالوا لما بعث محمد:
إن الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا. وقالوا: ما وجد الله من يرسله إلا يتيم أبي طالب، فنزلت: " أكان للناس " يعني أهل مكة " عجبا ". وقيل: إنما تعجبوا من ذكر البعث.
قوله تعالى: (أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا) في موضع نصب بإسقاط الخافض، أي بأن أنذر الناس، وكذا (أن لهم قدم صدق). وقد تقدم معنى النذارة والبشارة [1] وغير ذلك من ألفاظ الآية. واختلف في معنى " قدم صدق " فقال ابن عباس: قدم صدق منزل صدق، دليله قوله تعالى: " وقل رب أدخلني مدخل صدق " [2] [الاسراء: 80]. وعنه أيضا أجرا حسنا بما قدموا من أعمالهم. وعنه أيضا " قدم صدق " سبق السعادة في الذكر الأول، وقاله مجاهد. الزجاج: درجة عالية. قال ذو الرمة:
لكم قدم لا ينكر الناس أنها * مع الحسب العالي [3] طمت على البحر قتادة: سلف صدق. الربيع: ثواب صدق. عطاء: مقام صدق. يمان: إيمان صدق. وقيل: دعوة الملائكة. وقيل: ولد صالح قدموه. الماوردي: أن يوافق صدق الطاعة صدق الجزاء. وقال الحسن وقتادة أيضا: هو محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه شفيع مطاع يتقد مهم، كما قال: (أنا فرطكم على الحوض) [4]. وقد سئل صلى الله عليه وسلم فقال:
(هي شفاعتي توسلون بي إلى ربكم). وقال الترمذي الحكيم: قدمه صلى الله عليه وسلم في المقام المحمود. وعن الحسن أيضا: مصيبتهم في النبي صلى الله عليه وسلم. وقال


[1] راجع ج 1 ص 184 وص 238.
[2] راجع ج 10 ص 312.
[3] في ديوانه وتفسير الطبري (العادي).
[4] أي متقدمكم إليه.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 8  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست